حرب "إسرائيل" الرابعة.. للقضاء على المقاومة وأهلها! _ د. نسيب حطيط

الخميس 17 تشرين الأول , 2024 03:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بدأت "إسرائيل" في السابع عشر من ايلول 2024 حربها الرابعة على لبنان، للقضاء على المقاومة وتنفيذ مشاريعها الأمنية والمائية والسياسية، لتأمين جبهة هادئة وحليفة على حدودها، بعد تامين الحدود المصرية باتفاقية "كامب ديفيد"، والحدود الأردنية باتفاقية "وادي عربا"، والحدود السورية عبر المعارضة السورية واتفاقية الهدنة.
  في العام 1982 شنّت "اسرائيل" حربها الثانية بهدف إبعاد الصواريخ الفلسطينية عن الشمال، لكنها وصلت الى بيروت واستطاعت ابعاد المقاومة الفلسطينية بحراً، وتشتيتها في الدول العربية، واغتيال قادتها وصولاً الى اتفاقية "أوسلو"، التي انتجت السلطة الفلسطينية، مع تعهد بمنع الكفاح المسلح داخل فلسطين.
تعتقد "اسرائيل" واميركا ان انتصارهما في هذه الحرب الرابعة سيجعلها آخر الحروب التي تحتاجها "اسرائيل" لضمان امنها واقامة "اسرائيل الكبرى"، وتعميم "الديانة الإبراهيمية"، والسيطرة على المنطقة، لأن المقاومة في لبنان هي القلعة الأخيرة وشعلة المقاومة والتحرر الأساسية  في العالم العربي التي تقاوم المشروع الاميركي (اقليمياً) قولا وفعلا، ميداناً وفكراً  وان القضاء عليها يشكل حاجة استراتيجية لبقاء اسرائيل واستقرار الوجود الاميركي في المنطقة، حتى لو استدعى ذلك تدمير القرى كما بدأ  تفعل في (محبيب وميس الجبل)، وستواصل تدمير كل القرى المحاذية للسياج الحدودي، وتهجير السكان وافراغ الجنوب من اهله وتشتيتهم؛ في إعادة لمشهد طرد الفلسطينيين عام 1948، ولأنها آخر الحروب فستكون بلا قيود وبلا سقوف وبلا أخلاق، وستعيد "اسرائيل" ثقافة وسلوكيات عصابات "الهاغانا"، ومجازو "دير ياسين"، وكل المجازر الفلسطينية واختصار الوقت للانتصار وتأمين أمن "اسرائيل" وتأمين المياه واسقاط لبنان بالقبضة الأميركية، لأنه لم يبق من معارض للسياسة الأميركية ومقاوم للمشروع "الاسرائيلي" بشكل حقيقي وفعال الا الطائفة "الشيعية"، وبعض الوطنيين من الطوائف الاخرى المنبوذين من مذاهبهم والمحاصرين، لأنهم لا زالوا من المناصرين للقضية الفلسطينية، ومن المؤيدين للمقاومة في لبنان.
يشترك في الحرب "الإسرائيلية" الرابعة التحالف الأميركي - "الاسرائيلي" - الغربي - العربي، للتخلص من المقاومة كمنظمة مسلحة وكفكرة وبذره بدأت تنمو على مستوى العالم العربي والاسلامي، وتتوسع، والتي استطاعت بدمائها ان تعيد إحياء مصطلح "الوحدة" داخل الأمة الإسلامية، بعد أكثر من 10 سنوات من الذبح التكفيري والمعارك والعمليات الانتحارية ضد اهل المقاومة، ولذا فان هذه الحرب لن تقتصر على القصف والتدمير والاغتيالات، بل ستعتمد الحرب الإعلامية والثقافية والنفسية والاقتصادية والأخلاقية.. إنها حرب شاملة بدون سقف زمني حتى تحقيق اهدافها، ولو اقتضى الامر ان يُدّمر الجنوب والضاحية والبقاع وكل "بيت شيعي" أينما وُجد، وقتل كل مقاوم وطفل وامرأة او شيخ.. إنها حرب إبادة جماعية لمشروع المقاومة، واعدام من يحمله ويعتقد به.
الحرب الرابعة حرب ذات جذور دينية ومطامع سياسية ومطالب امنية، ولبدء الاستعمار الامريكي وتنصيب "إسرائيل" حاكما عسكريا للمنطقة.
انتصار "اسرائيل" في الحرب الرابعة سيجعلها "ملك العرب المسلمين"، وسيكون الامراء والرؤساء والملوك نواطير على بلدانهم لصالح "اسرائيل" وأميركا.
الحرب الرابعة لمعاقبة قلة لا زالت على مبادئها وعلى عقيدتها ودينها، في ظل صمت الأمة الخانعة المستسلمة الصامتة المتآمرة والخائنة التي باعت فلسطين عام 1948، وتبيع غزة ولبنان الآن، والتي حاولت بيع سوريا ولا زالت على موقفها؛ بانتظار اللحظة المناسبة في اشعال الحرب ثانية واسقاطها وبعدها إيران والعراق واليمن.
ان مواجهة المشروع "الاسرائيلي" ليست واجب "الشيعة" فقط، الذين يدفعون الأثمان منفردين، بل هو واجب كل الوطنيين، مهما كانت طوائفهم او احزابهم، لأنه إذا سقطت المقاومة واهلها فسيتحوّلون الى عبيد وأسرى وتابعين او سجناء او عملاء بالإكراه .
واجب كل وطني في لبنان والعالم العربي والاسلامي ان ينخرط في معركة الدفاع عن الأمة، وعن دينه وعن حريته، وإذا تأخر عن المشاركة او بقي على الحياد فسيكون الضحية الثانية والمقتول الثاني بعد المقاومة.
صمدت المقاومة بمواجهة خمسين ألف جندي "إسرائيلي" وسلاح طيرانه مدعوما بحلف "الناتو" وبعض العرب، ولا زالت صامدة، وستبقى تقاوم، مهما كانت النتائج، مع الامل بالنصر وعدم الهزيمة او الاستشهاد الجماعي..
سَيُهزمون.. وننتصر بإذن الله تعالى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل