الثبات- إسلاميات
إن الأوراد والأذكار النبوية تعود على قائلها بالخيرات الكثيرة، فهي تحفظه من الشرور والمكاره، ولا يرى ثمارها إلا من واظب عليها، وقالها معتقدًا بها، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأخيار وأهل بيته الأطهار يقولونها ويواظبون عليها، وهم مؤمنون إيمانًا كاملًا بها، إيمانًا بقائلها صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك ماورد في قصة أبي الدرداء رضي الله عنه.
قيل لأبي الدرداء رضى الله عنه: قد احترقت دارك -وكانت النار قد وقعت في محلته- فقال: مَا كَانَ اللّٰهُ لِيَفْعَلَ ذلك، فقيل له ذلك ثلاثًا وهو يقول: مَا كَانَ اللّٰهُ لِيَفْعَلَ ذلك.
ثم أتاه آتٍ فقال: يا أبا الدَّرْدَاءِ إِنَّ النَّار دَنَتْ مِنْ دَارِكِ طُفِئَتْ، قال: قَدْ عَلِمْتُ ذلك، فقيل له: ما ندري أي قوليك أعجب؟
قال: إني سَمِعْتُ رَسُولَ اللّٰهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ قَالَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فَقَدْ قُلْتُهُنَّ، فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَضُرُّنِي شَيْءٌ، أَوْ لَنْ أُضَرَّ وهي: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللّٰهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، أَعْلَمُ أَنَّ اللّٰهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللّٰهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)).
فهذا الذكر هدية نبوية تركها لنا رسول الله ﷺ تحفظ لنا بيوتنا وأموالنا من الدمار الذي قد يصل إليها ولا سيما في أيام الحرب، فهذا أبو الدرداء لم يصبه هلع على بيته، لأن يقينه وإيمانه بالله تعالى وبرسوله ﷺ عن يقين ومشاهدة، وهكذا ينبغي أن نقولها ونحن مؤمنين بها.