الثبات ـ فلسطين
فجّر الخلاف الداخلي الإسرائيلي بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا وتبادل الأسرى مع حركة حماس وتوسيع الحرب في الشمال من أجل عودة المستوطنين المهجّرين إلى مستوطناتهم، الأزمة السياسية في كابينت الحرب، وأدّت إلى تفاقم المخاوف بشأن إقالة وزير الأمن يوآف غالانت من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
إذ نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤول كبير في الائتلاف الحاكم أنّ المحادثات لاستبدال غالانت بجدعون ساعر جارية، "عندما يقرر نتنياهو إقالة غالانت، سيحدث ذلك".
من جهته، نفى مكتب ساعر وجود "مفاوضات حول محتوى قانون التجنيد بين ساعر أو أي شخص عن أحزاب الحريديم أو أي طرف آخر"، وأضاف أنه "لى المستوى الموضوعي – موقف عضو الكنيست ساعر كان ولا يزال بأن أي تشريع يجب أن يرتكز على احتياجات الجيش الإسرائيلي وبالتنسيق مع المؤسسة الأمنية".
كذلك، نفى ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التقارير التي تفيد بوجود اتفاق لضم عضو الكنيست جدعون ساعر إلى الحكومة، قائلاً "إن التقارير المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة"، بينما قال مسؤول في حزب شاس لـ"إسرائيل24" أنه "لا علم لنا بأي حديث جدي عن قضايا تخصنا".
الجبهة الشمالية ومخاطر توسيع الحرب
وأكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "القضية التي تقف في المركز الآن هي هجوم في لبنان قد يؤدي إلى حرب ضد حزب الله، وهو ما يهم ساعر الآن القيام به".
وأشارت إلى أنّ "وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يقول في المحادثات إنّ توسيع القتال الحالي إلى الجبهة الشمالية، قبل استنفاد التحركات في غزة، هو خطأ، ويجب التوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه يقول إنه قريباً لن يكون هناك مفر من الاهتمام بلبنان عسكرياً"، بينما نشرت مواقع مقربة من نتنياهو أنّه "وغالانت يتفقان في معظم الحالات، لكن الأمور تقال بشكل مختلف".
ساعر إلى الكابينت؟
وفي الوقت نفسه، يؤكد إعلام إسرائيلي أنّ ساعر مهتم بدخول الحكومة، حيث أن هناك من المحيطين في نتنياهو يرون أنه من الصواب الانضمام للحكومة على حساب غالانت، لأنه يعتبر أكثر عدوانية، وأكثر اتفاقاً مع توجهات نتنياهو الحالية.
ومع ذلك، أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن غالانت "كان أول من طلب شنّ الهجوم في الشمال بصورة قوية وتراجع عنها نتنياهو – والآن يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بتحويل الرواية حول من هو أكثر عدوانية ومن هو أقل".
كذلك، تطرق الوزيران الإسرائيليان ميكي زوهار وشلومو كرعي خلال مقابلتين إلى إمكانية الإقالة المحتملة لوزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، وقال زوهار (وزير الثقافة والرياضة) إنّه "لم يُتخذ بعد قرار حول الموضوع"، لكنه "يأمل أن يجدوا طريقة لضم ساعر من دون إجراء تغييرات جذرية للغاية"، كما أوضح "أن نتنياهو يعين الوزراء ويمكنه إقالتهم".
وذلك، في حين هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي غالانت بشدة خلال مقابلة أخرى، وقال: "نحن بحاجة هنا إلى وزير أمن وليس لدينا هنا وزير كهذا.. كان يجب على يوآف غالانت أن يعود إلى منزله منذ فترة طويلة".
وأضاف كرعي: "وزير الأمن يمسك بالأشرعة ولا يسمح بالهجوم.. غالانت يخنق روح القتال في إسرائيل".
القناة 13: سارة نتنياهو لا تريد ساعر.. لا يميز بين دبابة ومدرعة
ولفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أنّ تعيين ساعر يأتي في ذروة حرب متعددة الساحات، وأنّ ساعر لم يتولَّ مناصب كبيرة في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعلّق ألون بن ديفيد، معلق الشؤون العسكرية، بأنّ "استبدال وزير الأمن في ذروة الحرب مقلق جداً، بلسان حال قيادة الجيش الإسرائيلي، فنحن لسنا في أيام عادية.. مع كل الاحترام للوزير ساعر في الكابينت لكنه غير ضليع بالمؤسسة الأمنية والعسكرية هذه".
وأضاف: "في منتصف الحرب تعيين وزير أمن لا يميز بين كتيبة وفرقة، بين دبابة ومدرعة، كيف يمكنه اتخاذ قرارات، إذا دخل قائد شلداغ مع عملية لإنقاذ المخطوفين، ماذا ستكون مساهمته بهذا الحدث. إذا أيقظوه في الساعة الرابعة صباحاً وقالوا له، أنصت هناك 200 صاروخ إيراني في الطريق نحونا، فهل نستخدم هذه المنظومة الدفاعية أم تلك المنظومة، وهو يجيب أوضحوا لي أي منظومة ماذا تفعل.. ليس لدينا وقت للتعليم، نحن لا نتحمل وزير أمن مع شعار يتعلم على ظهره، هذا غير معقول".
وتابع: "لقد رأيت وزراء أمن مدنيين مؤهلين جداً، ليس لديهم تجربة عسكرية، استغرقوا حوالي سنة لفهم هذه المنظومة الضخمة والهائلة التي دخلوا إليها.. الأمر يتعلق بحياة الناس، وتعيين شخص تنقصه التجربة الأمنية في وسط الحرب، هو تجارة قاتلة ثمنها بالدم، دم أبنائنا وهذا سيكون الثمن".
كذلك أشارت معلقة في القناة 13 إلى أنّ الذي يؤخر إقالة غالانت هو "الخشية من رد فعل الولايات المتحدة،وأن يؤدي ذلك الى انتقادات، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى الولايات المتحدة خاصة إذا حصلت حرب في الشمال، وبالطبع هي بحاجة الى دعمها بخصوص أوامر الاعتقال التي على جدول الأعمال في لاهاي".
وأضافت أنّ "رئيس الحكومة نتنياهو قال في حديث مغلق إنّه يخشى أن يبثّ ذلك رسالة ضعف لأعدائنا، خاصة إذا اندلعت احتجاجات ضخمة وسبق أن سمعنا أنّ هذا يوحي بالضعف والانقسام"، مرجّحة أنه "في خلاصة الأمر، وربما هو الأهم، أنّ زوجة رئيس الحكومة سارة متحفظة ولا تدعم تعيين ساعر".