الثبات ــ إسلاميات
زار الشيخ المحدث محمد إبراهيم عبد الباعث ــ رحمه الله تعالى ــ ذات يوم من أيام شهر ربيع الأنور من العام المنصرم مبنى كلية الدعوة الجامعية في بيروت، فكان حديثه شيقاً، ففرغت كلماته وكان منها قوله رحمه الله تعالى:
يسرني أن ألتقيكم في هذا الجمع الكبير الكريم، وفي هذه الليلة من ليالي ربيع الأنور، مشاركاً في الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ والتي تعد من أكرم الذكريات، ومن أعظم المناسبات، وذلك لأنها جاءت مؤذنة بظهور شمس نبوته عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن هذه الأمة المحمدية مرحومة لأجله، ومكرمة لأجله، فلولاه صلى الله عليه وسلم لم يكن قدر في هذا الوجود وفي هذه الحياة، فهو تاج رؤوسنا وقرة أعيننا، الآخذ بأيدينا في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا هو وسيلتنا، وفي الآخرة هو شفيعنا عليه الصلاة والسلام.
وإن تعجب فعجب للذين صدوا عن المشاركة في هذا الاحتفال، زاعمين أن هذا العمل بدعة، أو هو ضرب من الإحداث في دين الله سبحانه وتعالى، وبئس ما فهموا؛ لأنهم في الحقيقة لم يدركوا أن الاحتفاء والاحتفال به صلى الله عليه وسلم هو نوع من الولاء له والعرفان، ولابدّ أن تشكر النعمة، ولابدّ أن يعرف المسلمون ما يتعين له صلى الله عليه وسلم من حق في وجوب محبته، وواجب نصرته عليه الصلاة والسلام، وإذا الجناب كان عظيماً مدّ منه لخادمه لواء.
لم ينته الخطاب..بل تابع مفنداً جواز الاحتفال بمولده ــ صلى الله عليه وسلم ــ وللحديث بقية...