الثبات ـ دولي
يسعى المرشحان للرئاسة الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، لجذب الناخبين بأي وسيلة، مواصلان تبادل الاتهامات بالفساد تارةً وبانتهاج سياسة "فاشلة وخطيرة تهدّد مصلحة أميركا" تارةً أخرى، لتتفاقم السجالات والتهكمات بينهما وصولاً إلى اللجوء إلى "إهاناتٍ شخصية مباشرة".
المرشحان في السباق الرئاسي الآخذ في الاحتدام شيئاً فشيئاً، تتجه تصريحاتهما بعيداً عن تناول القضايا السياسية والاقتصادية الرئيسة في بعض الأحيان، إلى أن وصلت إلى مستويات تثير سخرية عالمية.
ترامب: هاريس تكره "إسرائيل" وتسبّبت في هجوم 7 أكتوبر
ترامب، سارع إلى التعليق على خطاب منافسته الديمقراطية قُبيل انتهاء خطابها في ختام المؤتمر الديمقراطي، متطرّقاً إلى حديثها بشأن "دعم إسرائيل"، ومحاولاً كسب الناخبين من بوابة الدفاع عن الاحتلال.
وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشيل": لن يكون هناك مستقبل تحت قيادة هاريس لأنّها ستأخذنا إلى حرب عالمية نووية ثالثة".
وأضاف أنّ منافسته "تكره إسرائيل ولم تحضر كلمة نتنياهو أمام الكونغرس"، متهماً إياها بـ"التسبّب بهجوم الـ7 من أكتوبر"، مضيفاً في تصريح أثار تعليقاتٍ ساخرة، أنّ "هاريس تسببت في هجوم 7 أكتوبر، وأنا جعلت إيران مفلسة ولم يكن لديها أموال لترسلها إلى حزب الله".
وتعليقاً على خطط هاريس الداخلية، قال ترامب إنّ هاريس أعلنت للتوّ أنّها "ستمنح الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين لكونها ماركسية راديكالية"، وفي السياق ذاته أضاف أيضاً: "هاريس لم تذكر الموضوعات الكبرى التي تدمّر بلدنا... هناك 60 مليون شخص يعانون الفقر وهي لا تتحدث عنهم".
كذلك، شدّد ترامب على أنّ منافسته "قادت أميركا إلى حالة فشل الأمة"، مُشيراً في حديثه إلى أنّها تمثّل "عدم الكفاءة والضعف، حيث بلدنا بات يتعرّض للسخرية في جميع أنحاء العالم".
هاريس تهاجم: عودته إلى البيت الأبيض ستكون خطيرة
من جهتها، هاجمت كامالا هاريس، منافسها الجمهوري أمام مؤيديها في مؤتمر الحزب الديمقراطي، متهمةً إيّاه بـ"الرغبة في إعادة البلاد إلى الوراء"، وأنّه سينفّذ ذلك من خلال "أجندة محافظة جداً".
وقالت هاريس، أثناء خطاب قبولها تأييد الحزب للانتخابات، إنّ "العواقب المترتبة على إعادة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون خطيرة للغاية".
كذلك، تطرّقت هاريس إلى الحريات والأمن في أميركا، وأشارت إلى أنّ ترامب يخطط للمس بالحريات وزج الصحافيين في السجن وتوريط القوات الأمينة في نزاعاته وتجنب المعاقبة في القضاء.
وفي هذا الصدد، تعهدت هاريس بأن "تُبعد الأمن عن التسييس"، وأنّه يجب الوقوف "بثبات لتعزيز أمننا ونشر قيمنا في الخارج"، متعهدةً بأن تكون الولايات المتحدة صاحبة "القوة الأكبر في العالم".
أمّا اقتصادياً، فقالت هاريس في خطابها إنّها تعتزم "رسم مسارٍ جديد نحو المستقبل"، وأنّ دعم الطبقة المتوسطة سيكون هدفاً يتحقّق خلال فترة رئاستها، مُشيرةً إلى أن منافسها "لا يكترث لأمر هذه الطبقة"، بينما ستبني هي، في حال أصبحت رئيسة، "اقتصاداً يمنح الفرص للجميع ليحقّقوا النجاح".
وفي هذا السياق، قالت هاريس إنّ ترامب يريد فرض ضرائب تناسب الأثرياء، لافتةً إلى أنّ منافسها الجمهوري لا يقاتل من أجل الطبقة المتوسطة، بل يقاتل من أجل نفسه وأصدقائه من أصحاب المليارات.
ولذلك، أشارت هاريس إلى أنّها، وبدلاً من زيادة الضرائب التي يتبناها ترامب، ستقرُّ "خفضاً ضريبياً للطبقة المتوسطة يستفيد منه أكثر من 100 مليون أميركي".
ووفقاً لهاريس فأميركا مع هذه الانتخابات، أمام فرصة ثمينة لتجاوز معارك الماضي المثيرة للانقسام ولرسم طريق جديد للأمام.
كذلك، تعهّدت بأن تكون "رئيسة لجميع الأميركيين وأنها ستضع مصلحة الولايات المتحدة في الأولوية وفوق أي مصالح خاصة وضيّقة".
هاريس: سأدعم "إسرائيل" وأقف معها دائماً
وفي معرض حديثها عن الحرب في غزّة، قالت نائبة الرئيس الأميركي أمام مؤيديها في مؤتمر الحزب الديموقراطي، إنها ستقف دائماً مع ما وصفته بحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
وفي ختام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، قالت هاريس "سأحرص دائماً على أن يكون لدى إسرائيل القدرة على الدفاع عن نفسها، لأن إسرائيل يجب ألّا تواجه مرة أخرى أبداً تهديداً مثل ذلك الذي واجهته في 7 أكتوبر".
وزعمت هاريس أنّها تعمل مع الرئيس جو بايدن لإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، واتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مدعيةً عملها "من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين"، ومتحدثةً عن "حقهم في تقرير المصير"، في الوقت الذي تواصل فيه إدارتها تقيم دعمٍ مفتوح ومباشر لكيان الاحتلال في حرب الإبادة التي يشنّها.
وبينما كانت هاريس تتحدّث أمام الديمقراطيين، تظاهر آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين أمام مقر المؤتمر، وذلك احتجاجاً على دعم إدارتها "إسرائيل" في حربها على قطاع غزّة، وتعدّ هذه القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام بين الديمقراطيين ولم تحظ باهتمام كبير في المؤتمر وهو ما قد يتسبّب في إلحاق أضرار بهم في الانتخابات.