هل يحمل الإنسان ذنوباً فوق ذنوبه؟

الخميس 15 آب , 2024 10:11 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ــ إسلاميات

قال الله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً ‌مَعَ ‌أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ} (سورة العنكبوت/الآية 13).

انتبه أخي المسلم واقرأ وتأمل ما جاء في التفاسير من أقوال:

تفسير البغوي: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ، أَوْزَارَ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا بِأَنْفُسِهِمْ، {وَأَثْقالًا ‌مَعَ ‌أَثْقالِهِمْ}، أَيْ أَوْزَارَ مَنْ أَضَلُّوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ أَوْزَارِهِمْ.

وجاء في تفسير القرطبي: قَالَ قَتَادَةُ: مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يُنْقَصُ مِنْ أوزارهم شيء. وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآية. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ عليه الصلاة والسلام: [مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ ينقص من أوزار هم شيء]، رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ عَلَيْهِ وَعُمِلَ بِهِ فَلَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَلَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا وَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ فَعَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِمَّنِ اتَّبَعَهُ لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شيئا] ثم قرأ الحسن: {وليحملن أثقالهم وأثقالا ‌مع ‌أثقالهم} الآية. قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ وَهُوَ مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ.

وقال السمعاني: أَي: إِثْم دُعَائِهِمْ إِلَى ترك الْإِيمَان، وَيُقَال: إِن الْأَشْرَاف فيهم [يحملون] ذنُوب الأتباع؛ لأَنهم سنوا لَهُم الضَّلَالَة ودعوهم إِلَيْهَا. وَقد روى عَن النَّبِي أَنه قَالَ: [من دَعَا إِلَى ضَلَالَة فَاتبع عَلَيْهَا، فَعَلَيهِ وزر من اتبعهُ من غير أَن ينقص من أوزارهم شيء].

ليس الأمر محط إطالة وإنما يجب أن نحذر من أن نحمل ذنوب غيرنا في هذه الدنيا، وذلك من خلال نشر الفساد والحث عليه، والمطالبة بتحقيقه، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن هذه الرعية، فأحسنوا العطاء، وامتازوا بالتوجيه، وكونوا قدوة يحتذي بها أبناؤكم وإخوانكم وذووكم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل