الثبات ـ فلسطين
تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ295 على التوالي، في ظل استمرار المجازر بحق المدنيين وقصف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها، وإجبار المواطنين على النزوح من مكان إلى آخر وسط ظروف قاسية وتحت زخات الرصاص ونيران القذائف.
وتتفاقم معاناة الغزيين في ظل انهيار المنظومة الصحية في مستشفيات القطاع كافة، وانعدام الوسائل والأدوات والأجهزة الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.
وصباح اليوم، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء للسكان من الأحياء الجنوبية لمدينة خانيونس والنزوح إلى منطقة المواصي.
إلى ذلك، استهدفت قوات الإحتلال، فجر اليوم السبت، منطقة القرارة شمال خانيونس بقصف مدفعي، ونسفت مجموعة من المباني السكنية في شمال المحافظة الوسطى.
وأطلقت مدفعية الإحتلال نيرانها نحو خيام النازحين ومنازل المواطنين في منطقة قيزان النجار وقيزان أبو رشوان جنوبي مدينة خانيونس، وفي المناطق الشمالية بمدينة رفح جنوب القطاع.
كما تحاصر دبابات الإحتلال عائلات فلسطينية قرب مفترق مصبح/ميراج شمالي مدينة رفح، وتواصل القصف بشكل عشوائي في المنطقة.
وشن طيران الإحتلال عند منتصف الليل، غارة جوية على منطقة قليبو شرقي أبراج الشيخ زايد شمالي قطاع غزة.
ومساء الجمعة، ارتكبت قوات الإحتلال عدة مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، أبرزها مجزرة بحق عائلة “القطشان” في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقصف الإحتلال منزلًا يعود لعائلة القطشان في محيط مسجد أبو عبيدة جنوبي مخيم النصيرات، ما أدى لارتقاء 5 شهداء بينهم 3 أطفال من عائلة واحدة.
وفي استهداف آخر في النصيرات، أصيب 4 مواطنين إثر قصف منزل لعائلة “عزيزة” غربي المخيم.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين جنوبي مدينة دير البلح وسط القطاع، وسُجلت عدة إصابات جراء استهداف الاحتلال منطقة المطاحن جنوب شرقي دير البلح.
ونسفت قوات الإحتلال مباني سكنية شرقي بلدة القرارة في خانيونس وشمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما شنت طائراته غارات على مناطق جنوب حي الرمال وسط مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي في حي تل الهوا جنوب غربي المدينة.
أونروا: 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسرا في غزة
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسرا في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 9 أشهر. وأضافت الأونروا عبر تدوينة في في منصة إكس، أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع في القطاع، سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة.
وأكدت أن أيا من تلك الأماكن ليس آمنا، ولم يعد لدى الناس مكان يذهبون إليه، بعدما دمرت إسرائيل معظم الأبنية والبنى التحتية وقصفت مدارس وخيام النازحين.
وكانت الأونروا أفادت قبل يومين بأن الأطفال يدفعون الثمن الأعلى للحرب في غزة، وسط النزوح والخوف من فقدان طفولتهم.
وشددت الأونروا على أن الجيش الإسرائيلي وضع ما يزيد على 80% من مناطق قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء، وأن آلاف الفلسطينيين يواصلون الفرار مجددا من مدينة خان يونس جنوبي القطاع بعدما شن الاحتلال عملية جديدة بالمدينة التي نزح إليها الآلاف من رفح.
وفي السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تقليص الحصص الغذائية لضمان تغطية النازحين الجدد، مؤكدا أنه لا مكان آمنا في غزة.
وأضاف برنامج الغذاء العالمي أن مخزونات الغذاء والإمدادات الإنسانية في وسط وجنوب غزة محدودة للغاية، مشيرا إلى أنه لم يتم إدخال أي إمدادات تجارية أو مساعدات.
ويمنع جيش الاحتلال دخول المساعدات لغزة من خلال إغلاق معبر رفح منذ السابع من مايو/أيار الماضي، والتحكم بنوعية وعدد المساعدات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم، مما يزيد من مخاطر انتشار المجاعة والأمراض بالقطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل عدوانا على غزة أسفر عن استشهاد 39 ألفا و175 وإصابة 90 ألفا و403 آخرين، جلهم من النساء والأطفال، فضلا عن فقدان 10 آلاف فلسطيني.
فيروس شلل الأطفال بغزة تطور خطير في “رحلة بؤس لا تنتهي”
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا، إن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في غزة تطور خطير آخر في رحلة البؤس التي لا تنتهي. وأوضح فيليب لازاريني، عبر منصة “إكس”، “يمكن السيطرة على انتشار شلل الأطفال في غزة عبر وقف إطلاق النار وزيادة تدفق اللقاحات”.
والثلاثاء الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك احتمالًا كبيرًا لخطر تفشي فيروس شلل الأطفال في أنحاء قطاع غزة وما حوله بسبب الوضع الصحي المزري وكذلك تدهور نظام الصرف الصحي في القطاع الفلسطيني المنكوب بالحرب.
وقال أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، إنه تم رصد فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2 من عينات من مياه الصرف الصحي في غزة.