الثبات ـ فلسطين
أعلن الجيش الأميركي إنهاء مهمة الرصيف العائم الذي شيّده قبالة ساحل قطاع غزة، بزعم توصيل المساعدات إلى القطاع، مشيراً إلى أنّ "المساعدات سيتم نقلها عبر السفن التي تبحر من قبرص إلى ميناء أسدود".
وبحسب ما صرّح به برادلي كوبر، وهو نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، فإنّ المساعدات التي تصل إلى أسدود "ستُنقل بعد ذلك بالشاحنات التي تعبر شمالي قطاع غزة"، علماً بأنّ الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على المعابر ويتعمّد منع وصول المساعدات المطلوبة إلى القطاع، في إطار حرب التجويع والإبادة الجماعية التي يشنّها ضد أهله.
وزعم كوبر أنّ "الرصيف حقّق هدفه بزيادة حجم المساعدات إلى غزة وضمان وصولها"، إلا أنّ تصريحه هذا جاء بعد أيام فقط على إبداء الرئيس الأميركي، جو بايدن، "خيبة أمله من فشل الرصيف في إيصال المساعدات إلى القطاع"، متمنياً لو أنّه كان "أكثر فعاليةً".
يُذكر أنّ إعلان إنهاء مهمة الرصيف الموقّت قبالة ساحل قطاع غزة يأتي بعد تعرّضه لظروف جوية صعبة، أدت إلى جرف أجزاء منه، وتصاعد الانتقادات ضدّه نظراً لفشله في إيصال المساعدات وتوفيره غطاءً إنسانياً للدعم الأميركي للجرائم الإسرائيلية.
وطالب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، مايك روجرز، الإدارة الأميركية، في رسالة، بإغلاق الرصيف (الذي بلغت تكلفته 230 مليون دولار بحسب "نيويورك تايمز")، واصفاً إيصال المساعدات عبره بأنّه عملية "غير فعالة ومحفوفة بالمخاطر ومضيعة للمال".
وقبل ذلك، في الـ23 من حزيران/يونيو الماضي، انجرف جزء من الرصيف إلى شاطئ "تل أبيب"، وتعرّض لأضرار بسبب الأمواج، الأمر الذي دفع إلى إزالته من أجل إصلاحه للمرة الثانية، في غضون شهر واحد فقط، إذ بدأ العمل به في الـ17 من أيار/مايو.
"الرصيف أدى مهمات أمنية وعسكرية خدمةً للاحتلال"
إلى جانب ذلك، اتُهمت الإدارة الأميركية باستخدام الرصيف والمشاركة في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في الـ8 حزيران/يونيو الماضي في مخيم النصيرات، والتي أدت إلى استشهاد وجرح المئات.
وفي هذا الإطار، أكد المرشح الرئاسي الأميركي السابق، رون بول، "أنّ "الشيء الوحيد الذي كان الرصيف صالحاً له هو مساعدة الجيش الإسرائيلي في غارة على غزة في ذلك اليوم".
وفي قطاع غزة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أنّ الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية متفقان على مفاقمة المجاعة، وإدارة هذه المؤامرة ضدّ الإنسانية من خلال العمل الحثيث على استمرار منع إدخال المساعدات إلى القطاع، معتمدَين ذلك كأداة للضغط السياسي.
وكشف المكتب عن استخدام الرصيف العائم للتحضير والانطلاق لتنفيذ مهمات أمنية وعسكرية، بينها مجزرة النصيرات، بحيث أظهرت مقاطع الفيديو والتقارير التي تداولتها وسائل الإعلام المختلفة الدور العسكري والأمني للرصيف، بموافقة الإدارة الأميركية واطّلاعها.