الثبات ـ فلسطين
شنّ الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عشرات الشهداء والجرحى يصلون تباعاً لمستشفى الأقصى بدير البلح.
وأكد مراسلنا أنّ عشرات الصواريخ الإسرائيلية ضربت منازل مدنية في مخيم النصيرات، لافتاً إلى أنّ معظم الشهداء من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أنّهم يصلون إلى مستشفى شهداء الأقصى عبر عربات تجرّها الدواب وسيارات خاصة.
ولفت إلى وجود أعدادٍ من الشهداء والجرحى لا تصل إليهم سيارات الإسعاف، مضيفاً بأنّ مروحيات وطائرات "كواد كابتر" تطلق النار بكثافة، وعشرات الإصابات في الشوارع.
بدورها، أكدت وزارة الصحة في غزة أنّ الطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى تواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على الأعداد المتزايدة من الإصابات نتيجة القصف المتواصل على عدة مناطق في المحافظة الوسطى.
ولفتت الوزارة إلى أنّ المستشفى تواجه نقصاً حادت في الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود، بالإضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيسي، مشيرةً إلى أنّ عشرات المصابين يفترشون الأرض، فيما تحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات طبية بسيطة.
العدوان على النصيرات همجي ووحشي
في غضون ذلك، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي يشنّ عدواناً همجياً وحشياً على مخيم النصيرات، ويستهدف المدنيين بشكلٍ مباشر، مشيراً إلى وجود العشرات من جثامين الشهداء والجرحى ملقاة على الأرض وفي الشوارع وداخل المنازل الآمنة، ولا تتمكن سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المكان بسبب شدة القصف وعدوان الاحتلال.
وأضاف المكتب الإعلامي أنّ "جيش" الاحتلال يشنّ العدوان الوحشي من خلال عشرات الطائرات الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية، بينما تقوم الدبابات في ذات الوقت بقصف منازل المواطنين الآمنين، في نية مبيّتة للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجازر همجية ضد المدنيين الآمنين في منازلهم وفي مراكز النزوح.
كذلك، شدّد على أنّ الوضع الميداني في المحافظة الوسطى كارثي بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي في كافة أرجاء المحافظة الوسطى بلا استثناء، لافتاً إلى أنّ "جيش" الاحتلال يمارس جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين وضد الأطفال والنساء في كل أرجاء المحافظة.
وأوضح المكتب أنّ مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى، ويعمل حالياً على مولد كهربائي واحد فقط بعد تعطل واحد من مولدين اثنين يعمل عليهما المستشفى منذ ثمانية أشهر، مشيراً إلى أنّ توقف أحد هذين المولدين ينذر بكارثة حقيقية فيما لو توقف المولد الوحيد، وبالتالي قد يخرج المستشفى عن الخدمة.
ولفت إلى أنّ هذا المستشفى يقدّم الخدمة الصحية لمليون إنسان ونازح ولا يمكن أن يستوعب هذا العدد الكبير من الشهداء والإصابات، إذ إنّ المستشفى ممتلئ بالكامل منذ أسابيع طويلة.
وطالب المكتب المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المستشفى، وإنقاذ الواقع الصحي في المحافظة الوسطى، حتى يستطيع المستشفى تقديم الخدمة الصحية لآلاف الجرحى والمرضى.
وسط القطاع تحت النيران
في غضون ذلك، أفاد مراسلناً بأنّ الاحتلال شنّ قصفاً جوياً ومدفعياً ومروحياً على المنطقة الوسطى في غزة، خاصةً مخيم المغازي.
أما في مخيم البريج، فارتقى 6 شهداء وعددٌ من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في المخيم.
وأطلق "جيش" الاحتلال قنابل فسفورية على مدخل بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وفي مدينة دير البلح، استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً في شارع السلام.
وزارة الصحة تطلق نداء استغاثة
وفي وقتٍ سابق، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ومؤسساته الدولية والإغاثية لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات قطاع غزة.
وأكدت أنّ الوزارة تعتمد منذ 9 أشهر على المولدات الكهربائية لإمداد المستشفيات بالطاقة الكهربائية اللازمة على مدار الساعة، بعد تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وأشارت إلى أنّ عدداً من المولدات الكهربائية في المستشفيات تعرّض لأعطالٍ فنية كبيرة يصعب إصلاحها، بينما تعرّض العدد الأخر للتدمير المباشر من قبل الاحتلال.
وأوضحت الوزارة أنها تتوقع توقف المولدات الكهربائية في المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية ومستودعات الأدوية نتيجة منع دخول قطع الغيار اللازمة لصيانتها.
وحذرت من أنّ توقف المولدات الكهربائية يعني الموت المحقق للمرضى والمصابين، وانتهاء الخدمة الصحية بالكامل في قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ قوات الاحتلال تعمّدت تدمير المولدات الكهربائية في مجمع الشفاء ومجمع ناصر والمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمال غزة، بهدف إخراجها عن الخدمة.
كذلك، أكدت أنها تواصل اتصالاتها مع المؤسسات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل توريد مولدات جديدة وقطع غيار منذ بداية العدوان، ولكن دون جدوى نتيجة تعنّت الاحتلال الاسرائيلي.