مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى قبيل "مسيرة الأعلام".. ودعوات إلى النفير

الأربعاء 05 حزيران , 2024 11:06 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة من عدّة جهات، ودخلوا تحت حماية قوات الاحتلال من عدّة أبواب إلى ساحات المسجد.

ونقلت مراسلة الميادين أنّ قرابة 900 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، قُبيل بدء "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في الذكرى السابعة والخمسين لاحتلال كل مدينة القدس، وذلك بالتزامن مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عدّة اقتحامات للمدينة وبلدتها القديمة.

وأفادت مراسلتنا أنّه من المقرّر أن تنطلق "مسيرة الأعلام"، التي ينفّذها المستوطنون، قرابة الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بحماية 3 آلاف عنصر من شرطة الاحتلال.

وكانت مجوعات المستوطنين المتطرفين قد بدأت إقامة الطقوس والممارسات الاستفزازية بإحياء "الذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 1967"، عبر مسيرة سمحت شرطة الاحتلال بعبورها من باب العامود.

وكان المستوطنون، قد نظموا مساء الثلاثاء، عشية ما يطلقون عليه "يوم القدس"، مسيرات وجولات في أحياء وشوارع القدس. 

واقتحم عشرات المستوطنين حي بطن الهوى في سلوان، وقاموا بأداء الصلوات وسط الحي، ثم ساروا في المنطقة ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.

كما اقتحمت مجموعات من المستعمرين، البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً تلمودية، عند باب القطانين بالبلدة القديمة، في ظل عرقلة الاحتلال حركة المواطنين المقدسيين في البلدة، إضافةً لتشكيلهم حلقات رقص وغناء داخل بؤرة استيطانية في الحي.

وفي منطقة باب العامود، قام المستوطنون بالرقص والغناء ورفع الأعلام الإسرائيلية، وكذلك في منطقة باب المغاربة.

وتواصلت الدعوات للمشاركة في ما يطلقون عليه "يوم القدس"، باقتحامات الأقصى خلال فترتي الاقتحامات، والصلاة داخله ورفع الأعلام الإسرائيلية، إضافةً إلى مسيرات انطلقت صباح اليوم في شوارع القدس، خاصةً على أبواب الأقصى من الجهة الخارجية، ودعوات للمشاركة عصراً في مسيرة "رقصة الأعلام" التي تختتم بالصلاة في حائط البراق.

كما هدّد، أمس الثلاثاء، وزير "الأمن القومي" الإسرائىلي إيتمار بن غفير، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال "مسيرة الأعلام" الاستيطانية، والاستفزازية في مدينة القدس المحتلة.

وقال بن غفير إنه "يجب ضربهم في أهم مكان لهم، في جميع السنوات قالوا هذا غير مناسب، وهذا ليس الوقت لذلك. الأمر معاكس تماماً، عندما تتراجع أمامهم، ستحصل على السابع من تشرين الأول/أكتوبر". مضيفاً: "سنسير عبر باب العامود وسنصعد إلى جبل الهيكل، رغماً عن أنوفهم ورغم غضبهم. يجب ضربهم في المكان الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويجب أن نأتي ونقول إن جبل الهيكل لنا والقدس لنا، إذا نظرنا لأنفسنا على أننا أصحاب المكان، فإن أعداءنا سيقدروننا".

وتعليقاً على هذا الاعتداء، أصدر المكتب الإعلامي لـ"لجان المقاومة الشعبية في فلسطين"، بياناً، صباح اليوم، دعا فيه الفلسطينيين لـ"شد الرحال إلى القدس، والمسجد الأقصى، للدفاع عنه وحمايته من تدنيس المستوطنين الصهاينة، الذين سينظمون ما يسمى بمسيرة الإعلام". 

وأضاف البيان: "ليكن اليوم الأربعاء يوماً مشهوداً في الدفاع عن عروبة وإسلامية القدس والمسجد الأقصى، ودعماً وإسناداً لشعبنا ومقاومته في قطاع غزة، ورفضاً لحرب الإبادة التي ترتكب بحق النساء، والأطفال، وكل مناحي الحياة، بدعم وسلاح أمريكي وتشجيع غربي إجرامي".

كما أصدرت حركة المجاهدين الفلسطينية، بياناً شددت فيه على أن "مسيرة الأعلام الصهيونية، المزمع تسييرها اليوم، في القدس المحتلة، هي بمثابة تذكير جديد للعالم أجمع، بحجم العدوان والخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، منذ احتلاله على أيدي العصابات الصهيونية".
وأكدت الحركة مكانة القدس والمسجد الأقصى "قبلة جهادنا ومفتاح الصراع، وتبذل من أجلها الغالي والنفيس".
ودعت في بيانها جماهير الشعب الفلسطيني "لا سيما في الضفة وفي أراضينا المحتلة عام 1948، لشد الرحال للقدس والمسجد الأقصى، وحمايته والذود عنه من تدنيس العصابات الصهيونية".
كما دعت جماهير الأمة العربية والإسلامية "لأخذ دورها، في الدفاع عن مسرى النبي الأكرم، وكسر قيود العجز، والصمت، ونصرة مقدسات الأمة، وشعبنا المظلوم في غزة الذي يتعرض لمجازر الإبادة الجماعية منذ أكثر من 8 شهور".

ويحتفل المستوطنون بـ"يوم توحيد القدس" في الـ28 من الشهر الـ8 في السنة العبرية، إحياءً لذكرى إكمال احتلال شرق القدس عام 1967.

ويتضمن الاحتفال، اقتحام جماعي واسع للأقصى، واحتفالات جماهيرية ورسمية يشارك فيها رئيس الاحتلال ورئيس الوزراء، إضافةً إلى "مسيرة الأعلام" التي يشارك فيها عشرات آلاف المستوطنين، وترفع فيها أعلام الاحتلال، وعادةً ما يتخللها هتافات مسيئة للعرب والمسلمين والدين الإسلامي.

ولتأمين الحماية الأمنية لهذا الاحتفال، تُجبر سلطة الاحتلال تجار البلدة القديمة في القدس على إغلاق محالهم التجارية، وينشر الاحتلال السواتر الحديدية وفرق الخيالة، ويستدعي مركبة المياه العادمة، فيتحول باب العامود إلى ثكنة عسكرية، يُقمع فيها الفلسطينيون ويُعتقلون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل