الثبات ـ منوعات
اكتشف العلماء أن قرود الشمبانزي يمكنها تعلم مهارات جديدة وإتقانها ليس في مرحلة الطفولة، فحسب بل وفي مرحلة البلوغ أيضا.
وجاء في مقال نشرته مجلة PLoS Biology:" أظهرت دراستنا أن الشمبانزي تتقن مهارات استخدام الأدوات للحصول على الطعام الذي يصعب العثور عليه حتى في سنوات البلوغ، ما يؤكد فرضية تفيد بأن تطور دماغ كبير لدى الأسلاف المشتركين للقردة العليا والبشر سمح لهم بالاحتفاظ بالقدرة على التعلم طوال العقدين الأولين من الحياة.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الرئيسيات الأفارقة والأوروبيين بقيادة رومان فيتيغ، كبير الباحثين في معهد الأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ في أثناء مراقبة حياة 70 شمبانزي تعيش في محمية "تاي" الوطنية في كوت ديفوار. وراقب العلماء من خلال الكاميرات الحياة اليومية للقرود في المحمية، خلال أعوام 2013-2020.
وقال علماء الرئيسيات، إن قرود الشمبانزي المحلية غالبا ما تستخدم أدوات عمل مختلفة، بما في ذلك العصي، لاستخراج الحشرات من جذوع الأشجار والحصول على أغذية أخرى يصعب الوصول إليها. واهتم العلماء بكيفية تعلم الرئيسيات لهذه المهارة وكيف تغيرت مهاراتهم في استخدام أدوات العمل مع مرور الوقت. واسترشادا بهذه الفكرة تابع الباحثون بعض الأفراد من الشمبانزي مع تلك الأدوات.
وعندما بدأ العلماء في تحليل تسجيلات الفيديو التي جمعوها، وجدوا أن قدرة القرود على تشغيل الأدوات في مواقف مختلفة لم تتغير في مرحلتي الطفولة والمراهقة (السنوات الست الأولى من حياة الشمبانزي)، فحسب بل وخلال السنوات الـ15 الأولى من حياتها على أقل التقدير. وخلال هذا الوقت، تعلمت الرئيسيات تدريجيا كيفية حمل الأدوات بشكل صحيح في ذراعيها والتعامل معها بشكل أكثر فعالية عند الحصول على الطعام.
ودلت مثل هذه الدراسات على أن قرود الشمبانزي تحتفظ بالقدرة على التعلم حتى في مرحلة البلوغ، مما يجعلها مشابهة للإنسان ويميزها عن الثدييات الأخرى التي تفقد هذه القدرة بعد الطفولة. وحسب علماء الرئيسيات، فإن هذا الأمر يشير إلى أن المهارة المماثلة، التي أصبحت فيما بعد إحدى الآليات الدافعة للتطور التكنولوجي البشري، كانت أيضا من سمات السلف المشترك للإنسان والشمبانزي، بالإضافة إلى كائنات أخرى.