الثبات ـ دولي
يبدأ فلاديمير بوتين فترة ولايته الرئاسية الخامسة في 7 مايو 2024 بسجل حافل أهله ليكون أحد أكثر السياسيين نفوذا في العالم.
بوتين قاد بلاده في أحلك الظروف، وتمكن من انتشالها من الأوضاع الصعبة والمعقدة التي كانت رهينة لها بسبب المضاعفات الخطيرة لانحلال الاتحاد السوفيتي.
ولد فلاديمير بوتين في 7 أكتوبر عام 1952 لعائلة من الكادحين في مدينة لينينغراد وكان الابن الثالث في الأسرة. شقيقاه توفيا قبل ولادته، وأحدهما كانت وفاته أثناء حصار النازيين للمدينة.
يصفه معلموه في فترة دراسته بأنه صاحب ذاكرة جيدة وعقل مرن، وأنه كان يتمتع بشخصية صلبة، وكان نشيطا ومهتما باللغات وبالرياضة لا سيما السامبو والجودو.
من بين المحطات الهامة في حياته انضمامه في عام 1975 إلى جهاز أمن الدولة السوفيتي "كي جي بي" بعد تخرجه من الجامعة في تخصص القانون. اجتاز عدة دورات تحضيرية ثم أرسل إلى ألمانيا الشرقية للعمل في مجال مكافحة التجسس، ومكث هناك حتى عام 1990.
استقال بوتين من "الكي جي بي " في عام 1991، وعمل مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينغراد، ومنذ ذلك الحين كرس حياته للعمل السياسي.
التحول الرئيس في حياته بدأ عمليا في 25 مارس عام 2000 بفوزه بالجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية الروسية وتوليه المنصب في 7 مايو من نفس العام.
مشواره في منصب الرئاسة بدأه في عام 2001 بربط التواصل مع مواطنيه عن طريق "الخط المباشر"، حيث أتيحت للروس طرح أسئلتهم على رئيس الدولة مباشرة، علاوة على ظهور موقع في الإنترنت للمبادرات العامة، حيث يمكن لأي مواطن أن يترك شكواه.
من بين الإنجازات الهامة في مسيرته الرئاسية، مشاركته النشطة خلال ولايتيه الثالثة والرابعة، في مكافحة الفقر في روسيا ووصفه بأنها المهمة الأساسية للدولة، إضافة إلى الرفع من مستوى رفاهية المواطنين.
عام 2020، شهد ولأول مرة منذ فترة طويلة، إجراء تعديلات على الدستور، من أهمها إعطاء الأولوية للتشريع الوطني على التشريعات الدولية، وحظر شغل بعض المناصب في روسيا على حاملي الجنسيات الأجنبية،
بوتين يتقن لغتين أجنبيتين هما الألمانية والإنجليزية، ويحب قضاء أوقات فراغه في القراءة. من بين كتابه المفضلين، الكاتب والروائي الروسي ميخائيل ليرمونتوف، والشاعر السوفيتي صموئيل مارشاك، والروائي البريطاني روديارد كيبلينج.
لا يتناول بوتين السكريات ويكتفي منها فقط بالآيس كريم، ونظامه الغذائي بسيط جدا، وغالبا ما يضم الجبن والأرز وعصيدة الحنطة السوداء والدخن، والعسل والخضراوات الطازجة.
كما يلتزم الرئيس الروسي بأسلوب حياة صحية، وهو لا يدخن ولا يرضى عن تدخين الآخرين، ولا يتعاطى الكحول، كما أنه لا يميل إلى تناول الأدوية.
يمارس بوتين الرياضة وخاصة التزلج وصيد الأسماك، علاوة على رياضتيه المفضلتين الجودو والتايكوندو، إضافة إلى لعبة الهوكي التي بدأ يمارسها منذ عام 2011.
مواقف بوتين من الإسلام:
أحدث بوتين في مناسبات عديدة عن الإسلام، وشدد على سبيل المثال في أكتوبر عام 2013 على أن روسيا ليس من مصلحتها تقسيم أو إعادة تشكيل العالم الإسلامي، بل على العكس تماما، هي تنهج خطا متسقا وثابتا لتعزيز وحدته.
في نفس المناسبة، لفت الرئيس الروسي إلى وجود العديد من معتنقي الدين الإسلامي في التاريخ الروسي الذين رفعوا مجد الوطن الأم، وبينهم رجال دولة وشخصيات عامة وعلماء، ورجال أعمال، وممثلون للثقافة والفن، ومقاتلون.
بوتين تطرق أيضا في يونيو عام 2023 إلى ظاهرة الإساءة إلى المقدسات الإسلامية التي شاعت في بعض الدول الغربية مشددا على أن روسيا تحترم القرآن الكريم، وتعتبر في تشريعاتها عدم احترام كتاب المسلمين المقدس جريمة.
الرئيس الروسي قال بهذا الشأن من داخل مسجد قام بزيارته: " القرآن الكريم مقدس للمسلمين ويجب أن يكون مقدسا لجميع الآخرين. نحن نعلم أنهم في بلدان أخرى يتصرفون بشكل مختلف، فهم لا يحترمون مشاعر الناس الدينية ويقولون أيضا إن هذه ليست جريمة"، مشددا على أن مثل هذا الأمر جريمة في روسيا "على حد سواء بموجب الدستور أو القانون الجنائي"، كما قال بوتين على الإسلام إنه عنصر مشرق في الشفرة الثقافية الروسية.
موقف الرئيس الروسي من القضية الفلسطينية:
في حديث جرى في أكتوبر عام 2023، لفت بوتين إلى أن القضية الفلسطينية "توجد في قلب كل إنسان في هذه المنطقة. نعم، أعتقد أن الحياة تطورت بهذه الطريقة في قلب كل من يعتنق الإسلام، وهذه أمور واضحة. وكل ما يحدث يُنظر إليه، ليس الآن فقط، بل على مدى عقود، على أنه مظهر من مظاهر الظلم الذي وصل إلى درجة لا تصدق".
الرئيس الروسي لخص القضية الفلسطينية بقوله: " في البداية، حين تم اتخاذ قرار إقامة دولة إسرائيل، تقرر في نفس الوقت إقامة دولة ثانية، كان الأمر في الأصل يتعلق بإنشاء دولتين مستقلتين ذات سيادة، إسرائيل وفلسطين... حسنا، لقد تمت إقامة إسرائيل، كما تعلمون، لكن فلسطين كدولة، مستقلة، ذات سيادة، لم تقم، لم تحدث. بسبب مجموعة متنوعة من الظروف".
بوتين تابع القول في هذا السياق:"علاوة على ذلك، فإن جزءا من الأراضي التي اعتبرها الفلسطينيون دائما فلسطينية في الأصل احتلتها إسرائيل، في أوقات مختلفة وبطرق مختلفة، ولكن في الغالب، بالطبع، بالقوة العسكرية".