الثبات ـ إسلاميات
سألني سائلٌ بحُرقةِ باحث: ما الإحسان، ثالثُ الإسلام والإيمان؟
فأجبتُ بإحسان:
هو الأسلوب الأمثَل في أداءِ ما وجبَ عليكَ أداؤُه إسلاماً وإيماناً، ولن يكونَ الأسلوبُ أمثلَ إلا إذا استشعرتَ مراقبةَ سواك لك، ويزدادُ الأسلوبُ أمثليةً بازديادِ إجلالك وحُبِّك لمن يُراقبك، فإن صلَّيتَ أمامَ مَنْ تُحِب حَسَّنتَ أداءَ الصلاة، وإن صُمتَ أمام مَنْ تُحِب جمَّلتَ أداءَك الصِّيام، وهَكذا... وبناءً على ذلك – ومن فَمِك أُدينك – وأنتَ تقول: إنَّ محبوبَك اللهُ، وإنَّ مَعبُودَك اللهُ جَلَّ شَأنه، فهو ذاتُه سبحانه مَنْ يُراقِبك حَيثُما كنتَ وأينما اتَّجهْتَ وأنَّى سَلَكْتَ وكيفما تحركَّتَ وقُلتَ ونَطَقتَ، فهيَّا – إذاً – إلى الإتقان والتَّحسين في الفعل والقول أداءً، وفيهما أيضاً امتناعاً وإحْجَاماً: "الإحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاه، فإنْ لم تَكُن تَراهُ فإنَّه يَراك" هَكَذا قَالَ سَيِّدُ أَرْبابِ الإحسانِ من النَّاسِ، فالَّلهُمَّ اجعَلْ سَرِيرَتنا خيراً من عَلانيتنا، واجْعَل عَلانيتنا صالحةً.