الثبات ـ دولي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ومدير جهاز المخابرات السوداني، أحمد إبراهيم مفضّل، بحثا آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالأزمة في السودان.
وأشارت الخارجية الروسية أن بوغدانوف ومفضل ناقشا، خلال اجتماع بينهما، الوضع العسكري والسياسي في السودان والجوار.
وقالت الخارجية الروسية: "خلال المناقشة، تناولا مختلف القضايا المتعلقة بمواصلة تطوير العلاقات الودية طويلة الأمد بين روسيا والسودان، خاصة في ضوء الوضع العسكري والسياسي المتطور في السودان والمناطق المحيطة به".
يذكر أن مفضّل حضر الاجتماع الدولي 12 للممثلين رفيعي المستوى المسؤولين عن القضايا الأمنية، الذي أُقيم في العاصمة الروسية موسكو.
وتأتي زيارة مفضّل إلى روسيا بعد أشهر من اجتماع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، مع بوغدانوف في العاصمة موسكو، في 15 كانون الثاني/يناير 2024، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنشيط التعاون المشترك بين السودان وروسيا.
وقد أطلع المسؤول السوداني، المسؤول الروسي على تطورات الأوضاع في السودان ولا سيما الحرب الدائرة فيه، وتأثيرات الحرب على مجمل الحياة في السودان وما ترتب من تدهور اقتصادي وتوقّف عجلة الإنتاج، بالإضافة إلى زيادة حركة النزوح والهجرة من الولايات المتأثرة بالحرب.
كما تطرق الاجتماع الى ضرورة تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين ووضع خطط للدفع بالعلاقات الاقتصادية بينهما إلى مستويات أعلى.
و قد أشاد جبريل بالدور الروسي في العديد من المجالات الاقتصادية في السودان من خلال عمل الشركات الروسية في البلاد والتي تتمتع بخبرة نوعية في قطاعات التعدين والنفط والغاز، حيث دعا إلى المزيد من الاستثمارات الروسية في هذه المجالات مع تأكيده على تذليل كل العقبات في سبيل هذه الاستثمارات.
من ناحيته تحدّث الجانب الروسي عن استراتيجية العلاقة مع السودان وحرص موسكو على استقرار السودان ووحدة أراضيه، كما أكّد ضرورة وقف الحرب في السودان والسعي للوصول لسلام دائم يضمن الأمن والاستقرار الدائمين في البلاد.
وكان السفير الروسي لدى السودان، أندريه تشيرنوفول، كشف أن الصراع المطول في السودان يرجع لعدة عوامل، وأن أول قنبلة موقوتة في أساس الدولة السودانية، زرعها الغربيون مع "مشروعهم للتحول الديمقراطي في عام 2019" بعد تفكيك نظام عمر البشير.
وفي حوار مع وكالة "تاس" الروسية، الأسبوع الماضي، قال تشيرنوفول: "إن المحاولات المهووسة لتكييف السودان مع المعايير النيو ليبرالية الغريبة جداً عن سكان البلاد أدت بطبيعة الحال إلى أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة".
وأضاف: "في المرحلة الأخيرة، صب الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، الزيت على النار، بصفته أحد الموقعين على الاتفاق الإطاري السياسي المثير للجدل وغير الشامل الذي تم التوصل إليه في 5 ديسمبر 2022. لقد كان يعني ضمناً نقل السلطة إلى جهة غير منتخبة مدعومة من الغرب".
ولفت تشيرنوفول إلى أنه "لم يقتصر الأمر على أن هذه الوثيقة لم تول اهتماماً كافياً للقضايا الأكثر حساسية للتسوية السودانية الداخلية، بما في ذلك إصلاح قوات الأمن، بل تم المضي قدماً في تنفيذها أيضاً في أقصر وقت ممكن، من دون النظر إلى المشاكل الرئيسية التي ظلت دون حل".
وتابع: "كان حجر العثرة الرئيسي هو نقطة دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش، وهو ما أصرت عليه قيادة البلاد. ومع ذلك، كان هذا غير مقبول بالنسبة للغربيين، حيث تم تكليف هذا الهيكل بدور غطاء السلطة لـ"الديمقراطيين" المحليين الذين لم يكن لديهم قواعد اجتماعية واسعة".
وأردف: "عندما رفض الجيش أن يحذو حذو الغربيين، أُعطي الضوء الأخضر للإطاحة بالجنرالات العنيدين في الجيش على يد قوات الدعم السريع. لكن الرهان على الحرب الخاطفة فشل".