الثبات ـ إسلاميات
لكل عمل أجر، وهذا الأجر يتناسب مع العمل مدّة وقيمة، لهذا تتفاوت الأجور الدنيوية، ويتراوح الناس ما بين غني وفقير، فكيف بالأجر الأخروي؟ وكيف يكون إذا كان ببركة الصلاة على النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ؟، كم مرة نصلي على النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في اليوم؟ كم مرة نصلي على النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ يوم الجمعة؟.
قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب/56). قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعـًا. وقال ابن القيم - رحمه الله - في " جلاء الأفهام " : والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسول الله فصلوا أنتم أيضـًا عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمـًا ؛ لما نالكم ببركة رسالته ويُمْنِ سفارته ، من خير شرف الدنيا والآخرة.
جمعة مباركة، يسعى فيها المصلي إلى إدراك الأوقات الأولى من الخطبة والصلاة، لينال الحظ الأوفر من الأجر، إلا أنّ هذا الانتظار يجب أن يكون ملازماً للصلاة على الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ، لما فيها من الطمأنينة والسكينة وتهدئة النفوس.