الثبات ـ عربي
أكّد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مساء اليوم الاثنين، أن الشعب اليمني قادم في العام العاشر من العدوان الأميركي السعودي الإماراتي بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية اليمن ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي لمؤامرات الأعداء.
وأشار السيد الحوثي في كلمته عشية الذكرى التاسعة لليوم الوطني للصمود، إلى أن اليمن قادم بجيش مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء والتعبئة العامة وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك تام في الجبهة الداخلية.
وقال إنّ العدوان على اليمن جاء بتخطيطٍ أميركي بريطاني إسرائيلي وبتنفيذ من قبل التحالف، متابعاً أنّ "العدوان على اليمن منذ لحظته الأولى كان غادراً، بلا مبررات، بلا مقدّمات، ووحشياً وإجرامياً ولأهداف خطيرة"، وأضاف أنّ "هناك سعي لإدخال المنطقة كلّها في الحضن العبري من خلال العدوان على اليمن".
"العدوان على بلدنا جاء بتخطيط أميركي بريطاني إسرائيلي وبتنفيذ التحالف، وقد جاء في إطار مخطط يهدف إلى تمكين إسرائيل في المنطقة"
وأشار إلى أنّ "اليمن قدّم آلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين سطّروا البطولات وملاحم التضحية والفداء التي ستبقى للتاريخ ومدرسةً للأجيال"، مشيداً بدور كلّ من "تحركوا في المجالات الإنسانية والاقتصادية والتعبوية والتثقيفية والسياسية وغيرها".
كما لفت السيد الحوثي إلى أنّ العدوان على اليمن أتى في إطار خطة شاملة في المنطقة لإعادة ترتيبها تحت قيادة العدو الإسرائيلي وتصفية قضية فلسطين، مردفاً أنّ من أهداف العدوان على اليمن تمكين العدو الإسرائيلي من قيادة المنطقة وترتيب وضعها كما ظهر في برنامج التطبيع أو "صفقة القرن".
وشدد على أنّ "العدوان على اليمن ليس له أيّ مشروعية ولا أهداف مشروعة ولا ممارسات مشروعة".
جرائم تحالف العدوان على اليمن
كذلك، قال السيد الحوثي إنّ "تحالف العدوان استهدف الشعب اليمني بالحصار والتجويع، والمؤامرات على العملة الوطنية والبنك وغير ذلك"، كاشفاً أنّ ما أُحصي من عدد الغارات الجوية بلغ 274302 من القنابل والصواريخ على الشعب اليمني وهذا ليس إحصاء كاملاً.
"بلغ عدد الغارات الجوية التي شنها التحالف على #اليمن حوالى 274302 وهذا ليس إحصاء كاملاً"
وبيّن السيد الحوثي أنّ العداون على اليمن دمّر 613992 منزلاً، و186 منشأة جامعية الكثير منها دمرت تدميراً كلياً، متساءلاً بقوله إنّ من "يدمر أكثر من نصف مليون منزل والمنشآت الجامعية هل حربه لمصلحة الشعب اليمني أو لاستهداف فئة معينة من أبناءه".
وأوضح أنّ تحالف العدوان دمّر 1843 مسجداً، بالرغم من قدسية بيوت الله، مردفاً أنّ العدوان دمّر 427 مستشفى ومرفقاً صحياً على الرغم من محدودية الخدمات الصحية في اليمن، وكذلك قتل الكادر الصحي والمرضى.
وكشف أنّ العدوان دمّر 1331 مدرسة ومركزاً تعليمياً، و146 منشأة رياضية و269 موقعاً أثرياً، وكذلك دمّر 63 منشأة إعلامية.
وعلى مستوى البنى التحتية، قال السيد الحوثي إنّ العدوان دمّر أكثر من 12775 حقلاً زراعياً، واستهدف 15 مطاراً على الرغم من أنّ البنية التحتية كانت ضعيفة، ومع ذلك ظلّ مطار صنعاء يتعرض للغارات.
وأشار أيضاً إلى أنّ تحالف العدوان استهدف 354 محطة ومولداً كهربائياً كما استهدف 7940 طريقاً وجسراً وقتل فيها أعداداً كبيرة من المواطنين، موضحاً أنّه جرى استهداف 647 شبكة ومحطة اتصال و3332 خزاناً وشبكة مياه، الأمر الذي يؤكد عدوانية التحالف وأهدافه السيئة.
أما عن المنشآت الحكومية، أوضح السيد الحوثي أنّ العدوان استهدف 2155 منشأة حكومية، و417 مصنعاً، و397 ناقلة وقود و12534 منشأة تجارية، و484 مزرعة للدجاج والمواشي.
وكذلك، استهدف العدوان أكثر من 10 آلاف وسيلة نقل، وأكثر من 1000 شاحنة غذاء، و712 سوقاً مرتكباً فيها مجازر جماعية، وأيضاً استهدف 493 قارب صيد، وجرى استهداف 1043 مخزن غذاء في سياق مُضايقة الشعب اليمني، وتجويعه واستهدافه في اقتصاده وغذائه، وجرى تدمير 434 محطّة وقود.
وقال السيد الحوثي إنّ الاستهداف لليمن طال كل معالم ومقومات الحياة، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألفاً من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء من غير شهداء الميدان.
خسائر تحالف العدوان
وعن الخسائر التي تكبّدها تحالف العدوان، أوضح السيد الحوثي أنّ عدد القتلى والجرحى من كل تشكيلات تحالف العدوان والمرتزقة بلغ 282,879 قتيلاً ومصاباً.
وأشار إلى أنّ خسائر تحالف العدوان في الآليات والمعدات بلغت 18,397، مضيفاً أنّ عمليات الدفاع الجوي اليمنية بلغت 4585 عملية تمكّنت من خلالها القوات اليمنية من إسقاط 165 طائرة حربية واستطلاع.
"بلغ عدد القتلى والجرحى من كل تشكيلات تحالف العدوان والمرتزقة 282,879 قتيل ومصاب"
وبلغ عدد عمليات القوات البحرية 38 عملية كانت ذات أهمية كبيرة جداً في ردع العدو، وأبرز تلك العمليات استهداف فرقاطة المدينة والسفينة الحربية "سويفت" وضبط سفينة "روابي".
وعن القوّة الصاروخية اليمنية أوضح السيد الحوثي أنّ عدد العمليات الصاروخية بلغ 1828 عملية، منها 1237 عملية في العمليات العسكرية والقتالية، و589 عملية خارج الحدود.
وبلغت عمليات سلاح الجو المسيّر 12,009 عمليات هجومية واستطلاعية، موضحاً أنّ "معظم عمليات سلاح الجو المسير كانت في إطار المهام القتالية الدفاعية والهجومية، ومنها 997 عملية خارج الحدود".
أما عن عمليات الإسناد للقوات البرية اليمنية بلغت 211,136 عملية قنص واستهداف مدفعي وضد الدروع وهندسة، إذ فشل العدو في تدمير القدرات العسكرية، وكانت النتيجة معاكسة تماماً.
وكشف السيد الحوثي أنّ الأعداء حرصوا منذ البداية على حرمان اليمن من الحصول على السلاح للدفاع عن نفسه فيما امتلك الأعداء كل أنواع السلاح بما فيها المحرمة دولياً، معقباً أنّ "المسار في تصنيع الأسلحة من الصواريخ ومختلف القدرات العسكرية الأخرى بدأ من نقطة الصفر ومن مراحل بسيطة جداً".
كما أوضح أنّ الأميركي حصل من السعودي والإماراتي على مبالغ مالية هائلة جداً، فكانت أكبر صفقات العصر وتستحق أن يطلق عليها "صفقة القرن".
تحالف العدوان فشل في تحقيق أهدافه
كما أوضح السيد الحوثي أنّ "الحصار والتجويع عدوان موازٍ -إلى جانب العدوان العسكري- نتج عنه معاناة كبيرة جداً"، مشدداً على أنّ تحالف العدوان استهداف الاقتصاد والعملية الوطنية والبنك بشكلٍ منظّم كما أنّه سلب الثروة النفطية والغازية.
ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أنّ "الشعب اليمني لا يزال يُعاني جداً نتيجة العدوان والحصار المفروض عليه"، مردفاً أنّ "تحالف العدوان فشل في عدوانه على الرغم من أنّه أطلق عمليات عسكرية كبيرة لاجتياح كل المحافظات ووفر لها غطاءً إعلامياً وسياسياً كبيراً".
وأردف أنّ "تحالف العدوان فشل في احتلاله للعمق الجغرافي والاستراتيجي لبلدنا رغم سيطرته على مساحة واسعة"، مؤكداً أنّ "تحالف العدوان سيطر على الثروة السيادية والنفطية والغازية لبلدنا والكثير من الموانئ، ومساحة واسعة من الساحل".
"تحالف العدوان فشل في احتلال العمق الجغرافي والاستراتيجي لبلدنا رغم سيطرته على مساحة واسعة من #اليمن"
كما تابع أنّ "الفشل الحتمي للعدوان في تحقيق أهدافه اتضح من خلال عدم مقدرته على السيطرة التامة على اليمن وعلى شعبه"، مضيفاً أنّ "تحالف العدوان كان يعول على أنّه سيحسم المعركة في البداية خلال أسبوعين لكن خابت آماله وآمال الذي خططوا له".
وأيضاً، أكّد السيد الحوثي أنّ "العدو حاول أن يضغط بشكلٍ كبير على الشعب اليمني من خلال تضييق الوضع الاقتصادي عبر الحصار وحرمانه من إيرادات ثروته النفطية والغازية".
وقال إنّ "تطوير القدرات العسكرية كان ولا يزال مسألة مهمة ومطلباً أساسياً لتحقيق الانتصار ودحر العدوان واستعادة ما احتله تحالف العدوان"، داعياً بقية الدول لمراجعة حساباتها الخاطئة وسياساتها العدوانية تجاه اليمن.
"تطوير القدرات العسكرية كان مساراً تصاعدية ناجحاً بالرغم من الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة جداً"
حريصون على التفاهم والسلام
وعقّب بقوله إنّ الشعب اليمن حريص جداً، ومهتم بالأمن القومي العربي وبأمن الأمة الإسلامية، داعياً إلى استقرار الأمن في الدول العربية والإسلامية على أساس الأمة الواحدة.
وأكّد السيد الحوثي أنّه "من المحن الكبرى للأمة أن توظّف بعض الدول العربية إمكاناتها لخدمة المؤامرات الأميركية والإسرائيلية"، مضيفاً أنّ "العداء الإسرائيلي للعرب عداءٌ معروف وواضح وصريح في ثقافتهم ومدارسهم ومناهجهم وسياساتهم".
كذلك، شدد على أنّ الأميركي لا يزال مُستمراً في سياسة توريط بعض الأنظمة العربية في الاتجاه العدائي الداخلي وإثارة الفتن والصراعات داخل الأمة، مؤكداً أنّ العدوان على اليمن هو عدوان بإشراف وتخطيط أميركي بريطاني إسرائيلي في سياق مخطط استهداف المنطقة بشكلٍ عام.
وأكد السيد الحوثي حرص اليمن على التفاهم والسلام مع كل الدول العربية والإسلامية، وليس لديه أي توجّه عدائي تجاه أي بلدٍ عربي.
وأيضاً، أوضح أنّ التكفيريين افتضحوا أمام العدوان الإسرائيلي على غّزة فلم يكن لهم أيّ موقف جاد حتى على مستوى إصدار الفتاوى، مضيفاً أنّ اليمن الآن في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر، أميركا و"إسرائيل" وبريطانيا.
"استحقاقات السلام واضحة وتتمثل بإنهاء الحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار"
ودعا السيد الحوثي السعودي والإماراتي إلى أن ينتقلا من خفض التصعيد إلى تحقيق السلام الشامل، مردفاً أنّ "استحقاقات السلام واضحة وتتمثل بإنهاء الحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار"، ناصحاً البلدان العربية بالتحرر من التبعية العمياء لأميركا.
"استحقاقات السلام واضحة وتتمثل بإنهاء الحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار"
وتوجّه قائد حركة أنصار الله، بالتحية إلى كل من وقف مع اليمن في محنته وفي مقدمهم إيران وحزب الله والعراق وكل الأحرار في العالم.
"نتوجه بالتحية إلى من وقفوا مع بلدنا في محنته وفي مقدمهم #إيران و #حزب_الله و #العراق وكل الأحرار في العالم"
وعن الدعم اليمني لفلسطين، قال السيد الحوثي إنّ العمليات العسكرية لنصرة الشعب الفلسطيني ستستمر، مضيفاً أنّ اليمن وقف موقفاً مشرفاً إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأعلن السيد الحوثي أنّ الإعلام اليمني مُوجّه بكل طاقته وإمكاناته لمناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي وقتٍ سابق، أكّد السيد الحوثي أنّ اليمن لديه مخطّطات ذات أهمية في المستقبل لضربات أكثر تأثيراً سواء للاحتلال الإسرائيلي أو الأميركي.
يُشار إلى أنّ اليمنيين لا زالوا يخرجون للأسبوع الـ 24 على التوالي، بمسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء و14 محافظة أخرى، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً باستمرار مجازر الإبادة الإسرائيلية بحق أبناء قطاع غزة، وتأييداً لعمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية.