الثبات ــ إسلاميات
غادرتنا العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك، والأمة تنزف في فلسطين المحتلة، التي عجز عنها البشر بسبب خيبات الملوك، وتآكل الهيكل الاجتماعي في بعض البلدان العربية والإسلامية، إذ بات واضحاً من عدم خروج أهلها إلى الشارع كما في باقي البلدان الأخرى.
بالرغم من المآسي يحل يوم الأم ليعطينا جرعة من الأمل ولكن لا بد من التوقف عند بعض الأمور التي نراها احياء لهذه المناسبة، الأم أمام تعبها وعذابها في الولادة وتربيتنا لا نستطيع أن توفيها حقها لان دينها علينا كبير، نعايد أمهاتنا كل يوم ونطلب رضاهن، ونتفقد أحوالهن من مرض أو غيره، ولا نمر عليهن في السنة مرة كي نعايدهن في عيدهن، وهذا ما حض عليه الإسلام، من خلال قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (سورة الإسراء ــ23)، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه الإمام مسلم: ((جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ)).
رحم الله سماحة الشيخ عبد الناصر جبري رضوان الله عليه الذي كان يسأل دائماً عن علاقة الطالب بأهله، وبالأخص بأمه، وهذا ما يكون كل جمعة من خلال الدرس الذي يعطيه للطلاب في كلية الدعوة الجامعية في بيروت، ويروي لنا ــ رحمه الله تعالى ــ قصته مع أمه وأبيه، ناسباً توفيقه في الحياة الدنيا إلى رضاهما، وهذا ما أكده أخوه الدكتور عبد المنعم بعد وفاته بقوله: "كان الشيخ عبد الناصر جبري يذهب إلى الحج برفقة أمه، ولا يفارقها، ويجثو على ركبتيه ويغسل قدميها بالماء ليخف عنها ألم السير والسفر"، وهذا ما يجب أن يكون دائماً، فليست الأم دمية لعيد يأتي لساعات في العام، بل هي منهج روح وعيش وحياة، تعطي من قلبها كي ترى أبناءها شباناً يافعين.
الأمهات عنوان العطاء.. فاحفظ ربنا كل الأمهات