الثبات ـ دولي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، أن الجانب الروسي يصر على اعتراف ألمانيا الرسمي بفظائع الرايخ الثالث على اعتبارها من أعمال الإبادة الجماعية.
وحصلت وكالة "سبوتنيك" الروسية على مذكرةٍ للسفارة الروسية لدى ألمانيا، جاء فيها أنَّ روسيا "تعتبر حصار لينينغراد وغيره من فظائع الرايخ الثالث على أراضي الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، أعمال إبادة جماعية لشعوب الاتحاد"، كما أوضحت المذكرة أنّ تلك الأعمال منصوص عليها في قرار محكمة مدينة سان بطرسبورغ، المؤرخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2022.
وأكّدت المذكرة الروسية أنّ بيان مجلس الدوما الصادر عن الجمعية الاتحادية لروسيا الاتحادية، في 22 آذار/مارس 2023، بشأن الإبادة الجماعية لشعوب الاتحاد السوفياتي من قِبل ألمانيا وشركائها خلال الحرب العالمية الثانية، نصّ على ذلك.
وأشارت مذكرة السفارة إلى أن "روسيا تؤكد إصرارها على اعتراف برلين الرسمي بالفظائع التي ارتكبها الرايخ الثالث على اعتبارها أعمال إبادة جماعية".
وتعود حادثة حصار "ليننغراد"، التي ارتكب خلالها الألمان فظائع وجرائم ضد سكانها، إلى معركة "بربروسا"، التي انطلقت يوم 22 حزيران/يونيو 1941، حين اجتاحت القوات الألمانية الأراضي السوفياتية.
وفي حين تقدم جيش الشمال الألماني عبر كل من "ليتوانيا" و"لاتفيا" و"إستونيا" ليتوجه صوب "لينينغراد"، والتي تسمى اليوم بـ"سان بطرسبرغ"، وقد وصفها الزعيم النازي، أدولف هتلر، بالمنطقة الأساسية لإضعاف الاتحاد السوفياتي، تعاون أهالي لينينغراد على بناء أعداد كبيرة من الخنادق المحصنة للدفاع عن المدينة.
وبحلول يوم 8 أيلول/سبتمبر 1941، أتم الألمان حصارهم على لينينغراد التي وجدت نفسها مقطوعة عن العالم شمالاً بسبب تدخل الجيش الفنلندي لجانب الألمان. وطيلة الأسابيع التالية، حاول الألمان اقتحام لينينغراد. ومع عجزهم عن ذلك، أصدر أدولف هتلر أوامره بفرض حصار خانق على المدينة لإجبارها على الاستسلام.
وأثناء فترة الحصار الذي استمر لأشهر طويلة، انخفضت الحصص الغذائية اليومية لتقارب 125 غراماً من الخبز للفرد الواحد. الأمر الذي وصل ببعض السكان إلى مرحلة أكل جثث الموتى للبقاء على قيد الحياة. وسجلت لينينغراد في تلك الفترة، معدلات وفيات قياسية حيث تسببت المجاعة شهرياً في وفاة ما لا يقل عن 100 ألف شخص.
ووفق التقديرات، شهدت لينينغراد طيلة أيام الحصار وفاة ما لا يقل عن 800 ألف شخص سقط جلهم بسبب نقص الغذاء. وقد جاء عدد الضحايا السوفييت بحصار لينينغراد ليقارب عدد ضحايا كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية طيلة فترة الحرب العالمية الثانية.