الثبات ــ إسلاميات
رمضان كريم، عبارة يرددها المسلمون لبعضهم البعض مهنئين بقدوم شهر البركة، شهر الرحمات والمغفرات والقبول بالجنات والعتق من النار، إلا أنه كان اسماً على مسمى، فالكرم والخير يزدادان بكثرة في هذا الشهر المبارك، لنرى موائد الرحمن في جميع البلاد العربية والإسلامية، وهذا كان سابقاً، أما اليوم فجاء رمضان اسماً؛ بسبب تأخذ البلاد العربية والإسلامية عن نصرة أهلنا المستضعفين في الداخل الفلسطيني، والحصار الأميركي الذي طال الداخل والخارج وكل من يوم يقول بفكرة الوقوف في وجه الشيطان الأكبر أمريكا، ففلسطين المحتلة وشعبها يذوقون الويلات منذ أربعة شهور ونيف، والمسلمون ينظرون متفرجين إلى ما يحصل في فلسطين، وكأن الذي يحصل لا يعنينا! علماً أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: ((مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى))، فأين المودة؟ وأين التراحم؟ وأين التعاطف؟ مع أن الشكوى موجودة، والألم موجود، والجوع قد ضرب الصغير والكبير، فأين أنتم أيها المسلمون أمام ما يحصل في فلسطين وغير فلسطين من بلدان العالم العربي والإسلامي؟
رمضان كريم، سيبقى كريماً حتى وإن تخاذل المسلمون عن نصرة الجائعين، سيبقى كريماً بكرم الله ــ سبحانه وتعالى ــ وفضله وعطائه، فالقرب منه في هذه الدنيا من خلال الصيام والقيام بركة، والتقرب منه بالارتقاء كشهيد نعمة وفضل، وفي كلا الحالتين الأجر معروف ومكتوب، والعار سيبقى يلاحق المتخاذلين المطبعين.
رمضان كريم