أقلام الثبات
بدأت المطامع "الإسرائيلية" بنهر الليطاني بدأت قبل تأسيس الكيان، ومع التحضيرات لاحتلال فلسطين من قبل الحركة الصهيونية العالمية، وكل الخرائط التي تم تقديمها للمؤتمرات الدولية كانت تؤكد ان حدود فلسطين شمالاً هي نهر الليطاني وفي بعض الخرائط الوصول الى الزهراني (كما كان مخططا عام 1982).
ان الاصرار "الاسرائيلي" على ان يكون الليطاني ضمن الحدود "الإسرائيلية"، لتأمين التنمية الشاملة في "اسرائيل"، وان يكون خط دفاع طبيعي عن الكيان، والاهم من ذلك ان المفاوضات الصهيونية مع الزعماء الروحيين والسياسيين الموارنة في لبنان خصوصا، وبقية الشخصيات الإسلامية ومنها شخصيات سنية وشيعية، كانت تعمل على تحضير ان تكون حدود الكيان الصهيوني مع لبنان خالية من الوجود الشيعي، وان يكون التجاور مع المسيحيين، وهذا ما قاله "الياهو بن سامسون"؛ المفاوض الاسرائيلي وممثل الوكالة اليهودية العالمية للتواصل مع العرب.
لقد تعامل مع الحركة الصهيونية قبل احتلال فلسطين عام 1948 العديد من الشخصيات اللبنانية وفي مقدمتها الشيخ بشارة الخوري والبطريرك عريضة (مقايضة التنازل عن الجنوب مقابل ضمان الهيمنة المسيحية على لبنان كمت حدث عام 1982 وكما يحاول البعض الآن) والتاجر الشيعي محمد الحاج عبد الله من الخيام، والذي تعهّد بان يشتري اراضي جبل عامل في حال تم تامين المال اللازم وتهجيرهم الى العراق خلال 10 سنوات، على ان يتم اسكان الموارنة المهاجرين مكانهم (وفق ومذكران ساسون)!
جنوب الليطاني كان خارج الاهتمام للحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ الاستقلال، حتى ان مشروع الملاجئ في الدفاع المدني الذي كان مرتبطا بوزارة الدفاع لا يفرض ملاجئ الا من منطقة حدود الزهراني وباتجاه الشمال، اما المنطقة الواقعة بين الزهراني والحدود اللبنانية الفلسطينية فكان الجنوب في العقل الرسمي "منطقة "قيد الدرس"، وربما ستكون "إسرائيلية فبادرت لعدم تامين احتياجاتها المطلوبة أمنياً وانمائياً؛ من مدارس ومستشفيات وطرقات، لأنها ستنضم الى الجغرافيا الفلسطينية لايزال "جنوب الليطاني"، وكل الجنوب ضحية المجازر والاجتياحات "الإسرائيلية" منذ عام 1948 قبل قدوم المقامة الفلسطينية الى لبنان بعد اتفاق القاهرة عام 69 وقبل ولادة المقاومة اللبنانية اليسارية او افواج المقاومة اللبنانية "أمل" وقبل المقاومة الإسلامية، فكل هذه القوى المقاومة كانت ردة فعل للدفاع عن الارض والاهل بسبب تقاعس وتآمر الحكومات اللبنانية.
الحزام الامني في جنوب الليطاني هو الهاجس الدائم للعدو "الاسرائيلي" سواء بالقوة عبر اجتياح 78 او اقامه دولة سعد حداد او القرار 1701 او مشروع "هوكشتاين" الحالي.
من الامور المؤسفة، والتي تثير الاستغراب ان كل القرارات الدولية والموفدين الدوليين وحتى بعض القوى السياسية اللبنانية تطالب لبنان والمقاومة بتامين امن "اسرائيل" ومن ثم مياه الليطاني الى "إسرائيل"، لكنها جميعا لا تدين العدو "الاسرائيلي" ولا تدين اطماعه، ولا تحمّله مسؤولية الحرب!
والأسوأ ان لبنان بعد أكثر من 100 عام على مؤتمر "فرساي" وقّع على القرار 1701 والمنطقة المنزوعة من السلاح جنوب الليطاني والخوف ان يتم التوقيع ثانية على مشروع "هوكشتاين" - المبتسم دائما - وله الحق ان يبتسم، فقد خدعَنا في الترسيم البحري وهو على مشارف ان يخدعنا ثانيه في الترسيم البري!
ستبدأ الحرب الشاملة على المقاومة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وطائفيا في لبنان والاقليم وعلى المستوى الدولي ..وستبدأ القرارات التي تجرّم المقاومة وتصفها بالإرهاب ومصادرة الدولة، ثم تتوالى المواقف لأحزاب لبنانيه تؤيد الطرح "الاسرائيلي" وبعضها تحالف وقاتل مع العدو "الإسرائيلي"، ثم سيتطور الامر إذا لزم وبقيت المقاومة صامدة ولم توافق على مشروع الترتيبات الأمنية والتطبيع المقنّع والسلام الدائم مع "إسرائيل"... فسيبادر الاميركيون بأدوات لبنانية ومن النازحين السوريين وبعض الفلسطينيين، لطعن المقاومة في الخلف ،تمهيدا وتكاملا مع العدوان الإسرائيلية من الامام ومن الجو..!
لابد من التعامل مع "هوكشتاين" انه قائد الهجوم الأميركي - "الاسرائيلي" "الناعم" المتكامل مع "شارون" قائد الهجوم العسكري البري الذي أسقط بيروت، اما "هوكشتاين" فهدفه.. اسقاط لبنان.
للانتباه الى المعركة الدبلوماسية والسياسية، حتى لا تهدر كل انجازات ودماء المعركة العسكرية.