الثبات ـ دولي
فشلت قيادات القطاع المالي من أكبر الاقتصادات في العالم، في الاتفاق على بيان مشترك مع اختتام محادثاتهم، إذ ألقت الانقسامات بشأن الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة والعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بظلالها على الجهود المبذولة، للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن التنمية الاقتصادية العالمية.
وأصدرت البرازيل، التي استضافت وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مجموعة العشرين "G20"، إيجازاً خاصاً بها بدلاً من البيان المشترك.
وكانت الهند قد تبنّت نهجاً مماثلاً خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، لكنّها حشدت أغلب دول المجموعة، لإدانة الحرب في أوكرانيا.
وأشار إيجاز البرازيل، إلى المخاطر الاقتصادية الناجمة عن "تنامي الحروب والصراعات"، لكنّه حثّ على مناقشة هذه المخاطر في مناسبات أخرى غير هذه القمة.
بدوره، قال وزير المالية البرازيلي، فرناندو حداد، للصحافيين، إنّ الخلافات بين وزراء خارجية مجموعة العشرين، الذين ناقشوا الصراعات الإقليمية، "أفسدت" المحادثات بشأن المسار المالي وأفسدت الجهود المبذولة للتوصل إلى بيان مشترك.
وناقش مسؤولو المجموعة حتى وقت متأخر من الليل وحتى الساعات الأخيرة من الاجتماع كيفية وصف الحربين، في بيان مشترك، مع وجود خلاف بين روسيا والدول الغربية الكبرى بشأن لغة الخطاب، حسبما أفادت مصادر مطلعة.
واستمر هذا التوتر الجيوسياسي طوال الاجتماع الذي استمر يومين، وطغى في بعض الأحيان على جدول الأعمال الرسمي، مثل مناقشة حد أدنى عالمي من ضريبة الثروة على الأثرياء التي اقترحتها البرازيل.
وأيّدت مجموعة السبع "G7" التي تضم الدول الغربية الغنية واليابان فكرة الإشارة إلى حرب "على" أوكرانيا، في حين أرادت روسيا وصفها بأنّها حرب "في" أوكرانيا، حسبما أفاد مصدران مطلعان.
وقال المصدران إنّ دول مجموعة السبع أيّدوا أيضاً صيغةً تصف الحرب في غزة بأنّها "أزمة إنسانية"، من دون الإشارة إلى "إسرائيل".
إلى جانب ذلك، حاول المسؤولون البرازيليون، الذين استضافوا القمة، تركيز المحادثات على التعاون الاقتصادي، لمعالجة قضايا مثل تغيّر المناخ والفقر، لكنّ دول منها ألمانيا دفعت من أجل إصدار بيان مشترك يتناول الحربين في أوكرانيا وعلى غزة.
من جهته، قال نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية، ماساتو كاندا، الذي حضر نيابةً عن وزير المالية، إنّ "الصراعات لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، كما أنّها تؤثر على أسعار الطاقة والغذاء وأمور أخرى"، لافتاً إلى أنّه "يجب مناقشة هذا التأثير في مجموعة العشرين".