أمير عبد اللهيان: واشنطن ترسل عتاداً عسكرياً لـ"إسرائيل" من قواعدها في المنطقة

الثلاثاء 27 شباط , 2024 10:46 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، إنّ أداء منظمة الأمم المتحدة إزاء ما يحصل في غزة والضفة الغربية غير مقبول، وإنّ مجلس الأمن لم يقم بواجبه في ظل استخدام الولايات المتحدة حق "الفيتو" بطريقة أحادية وبلطجية.

وأعلن أمير عبد اللهيان، في مقابلة خاصّة أجرتها معه الميادين في جنيف، أنه ذكّر مسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، بالضجة التي أُثيرت قبل أشهر في المجلس ذاته، بذريعة وفاة فتاة إيرانية، وسألهم عن سبب عدم إنشاء لجنة تقصٍّ للحقائق لبحث جرائم الحرب والإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان بطريقة منظّمة في غزة.

وتوقف أمير عبد اللهيان عند قيام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ببعض الإجراءات الجيدة والمناسبة، مضيفاً أنه، في الوقت نفسه، لم يستطع مساعدة أهل غزة حتى اللحظة، بنحوٍ مؤثر وحقيقي عبر الآليات الموجودة لدى الأمم المتحدة.

وأمل أمير عبد اللهيان أن يصدر قضاة محكمة العدل الدولية قرارهم في الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضدّ "إسرائيل" خلال الأيام المقبلة، ليتحول القرار إلى مبدأ وأساس لجميع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، ومن ضمنها مجلسا الأمن وحقوق الإنسان.

وأشاد وزير الخارجية الإيراني بخطوة جنوب أفريقيا معتبراً أنها عمل شجاع لتحقيق العدالة، وأكد أن إيران دعمتها بقوة على المستويات السياسية والإعلامية والحقوقية، مذكّراً في الوقت نفسه بخصوصية موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجهة عدم ترك مساحة لشبهة الاعتراف بكيان الاحتلال. 

وشدّد أمير عبد اللهيان على أن كيان الاحتلال لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة في الحرب، فلم يستطع القضاء على حركة حماس، ولا نزع سلاحها، ولا اعتقال رئيسها في غزة يحي السنوار، ولا تحديد مواقع الأسرى وتحريرهم، رغم الحرب والقصف والإبادة الجماعية.

وأكد أنه طرح مع بعض قادة الدول الإقليمية التي تستضيف قواعد أميركية، موضوع تحول أراضي الدول الإسلامية إلى مكان لإمداد الكيان الإسرائيلي بالسلاح لقتل المزيد من الفلسطينيين، مؤكداً أن المعلومات والصور التي تتلقاها إيران عبر الأقمار الصناعية تظهر أن عملية إرسال الأسلحة والعتاد العسكري من جميع القواعد الأميركية في المنطقة، ومن سفنها الحربية، إلى "تل أبيب"، مستمرة على مدار الساعة.

ورأى أمير عبد اللهيان أن نتنياهو يسعى لتوسيعِ نطاق الحرب وتوريط الولايات المتحدة فيها بنحو يتجاوز الدعم الشامل الذي تقدمه له حالياً مع بعض حلفائها.

 وأكد أمير عبد اللهيان أنه ليس لدى الأميركيين حتى الآن الإرادة اللازمة لوقف الحرب، ولكنهم في الوقت نفسه يوجهون رسائل ويدلون بتصريحات تعبّر عن عدم رغبتهم في توسيع نطاق الحرب، لأنهم يدركون خطورة توسيع نطاقها جيداً، ومن جانبٍ آخر هم يوسعون نطاقها بعدوانهم المشترك مع بريطانيا على اليمن.

واعتبر أمير عبد اللهيان أن حديث الأميركيين عن تخفيف حدة الحرب لا عن وقفها، هو خطأ وسلوك خبيث يعني إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو، مشيراً أيضاً إلى اللعبة المزدوجة التي تمارسها بريطانيا عبر متابعة سياساتها الإقليمية إلى جانب الولايات المتحدة، في ظل حديث الجميع في أوروبا عن ضرورة وقف الحرب.

وشدّد أمير عبد اللهيان على ضرورة عدم نسيان أنّ الاحتلال يهدف إلى تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء المصرية وأهل الضفة الغربية إلى أجزاء من الأراض الأردنية، معلناً أنه لولا المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني لكانت صورة المناطق المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة مختلفة تماماً.

 وأكد أمير عبد اللهيان أنّ المقاومة اللبنانية والفلسطينية في أحسن حالاتها، رغم كل التحديات والصعوبات، وأنها تملك الإمكانات والقدرات المادية والبشرية اللازمة لمواصلة الصمود في حربٍ أطول مما رأيناه حتى الآن، مثنياً على معنويات سكان غزة والضفة الغربية وصمودهم في أرضهم، معتبراً أنّ المخططات الإسرائيلية في رفح لن تُتَرجم على أرض الواقع، وأنّ الاحتلال لن يكون قادراً على تهجير الناس قسراً إلى سيناء المصرية.

وأعلن أمير عبد اللهيان أنه لا يُمكِنُ للولايات المتحدة مواصلة سياسة النفاق عبر الحديث من جهة عن ضرورة تخفيف حدة التوترات، والقيام من جهة أخرى بإجراءات لتشديد الصراع وتمكين إسرائيل من مواصلة جرائمها عبر تزويدها باللوجستيات والمعلومات اللازمة.

وأعاد أمير عبد اللهيان التأكيد أنّ الجميع يتفق على أنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن دعمها العسكري لكيان الاحتلال فإن نتنياهو لن يكون قادراً على مواصلة الحرب ضدّ غزة ولو ساعة واحدة.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني أنه قال لنظيره البريطاني ديفيد كاميرون إن العدوان البريطاني الاميركي المشترك على اليمن خطأ استراتيجي، وإن اليمنيين لا يتهاونون مع أي طرف في سلامة أراضيهم، وقد نفذوا ما أعلنوا عنه من توقيف للسفن التي تحمل السلع والأسلحة إلى كيان الاحتلال، بشكل دقيق للغاية، حيث تظهر النظرة إلى الأحمر عبر الأقمار الصناعية أن السفن التي تمارس التجارة السليمة ولا تحمل أسلحة لكيان الاحتلال تعبر بسلامة وهدوء. 

ونبّه أمير عبد اللهيان إلى أنّ جذور الأزمة هي في غزة، لا في البحر الأحمر، وأنه إذا ما توقفت الحرب والإبادة في غزة فإن الظروف في البحر الأحمر ستعود إلى وضعها الطبيعي.

 وأكد أنه ليس لإيران وكلاء في المنطقة، وأن المقاومة في لبنان تعمل وفقاً لمصلحتها، وكذلك صنعاء، والمجموعات التي تشكلت لمقاتلة داعش في العراق وسوريا وتمارس أدوارها من أجل أمن دولها ووفقاً لمصالحها واعتباراتها. ورأى أنه من الأفضل للولايات المتحدة التركيز على إيجاد حل سياسي بدلاً من رمي التهم وصياغة وفبركة السيناريوهات الكاذبة.

واعتبر أمير عبد اللهيان أنّ اجتماع الدول وطرحها مبادرات لحل القضية الفلسطينية أمر جيد، لكن الأفضل والأكثر مناسبةً هو التركيز على حلول فلسطينية تأتي في إطار وحدة المموعات والفصائل الفلسطينية بأطرافها وتوجهاتها كافة، مشدداً على وجوب إتاحة الفرصة أمامهم لوضع أفكارهم على الطاولة عبر طرق ديمقراطية.

وأعلن أمير عبد اللهيان أنه لا فرق بالنسبة لإيران بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وأنّ المهم هو سلوك الرؤساء الأميركيين وتعاملهم مع إيران وفق مبدأ الاحترام المتبادل، مضيفاً أنه إذا استمروا في عدائهم فإنّ رد إيران واضح ومحدّد مهما كان حزبهم وتوجهاتهم السياسية.

وأسف أمير عبد اللهيان لأن الحرب في أوكرانيا ألقت بظلالها على المحادثات التي أجرتها إيران مع أطراف المفاوضات النووية، معلناً أنه لا يزال هناك تبادل للرسائل بين طهران وواشنطن، وأنّ الجانب الأميركي يحاول في بعض الرسائل إظهار رغبته في عودة الأطراف الى التزاماتهم وفق الاتفاق النووي، وشدّد بدوره على ضرورة عودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم وإلغاء العقوبات الأحادية المفروضة على طهران، مذكراً أنّ إيران أثبتت دائماً أنها أكثر دول العالم التزاماً بتعهداتها الدولية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل