أقلام الثبات
يومًا بعد آخر تتسع رقعة الاعتداءات الصهيونية على لبنان، وتزداد إجرامًا، خصوصًا لناحية قتل المدنيين العزّل، حتى المستشفيات والمراكز الطبية في جنوب لبنان لم تكن في منأى عن هذه الاعتداءات الوحشية، ولم يكترث العدو "الإسرائيلي" وخلفه الولايات المتحدة الأميركية على الإطلاق لانعقاد قمة جامعة الدول العربية ومنظمة مجلس التعاون الإسلامي، التي لم ولن يخرج عنهما إلا "البيانات"، لا بل استفحل هذا العدو في جرائم القتل والإبادة الجماعية، خصوصًا في غزة ولبنان وسورية، بغطاءٍ سياسيٍ غربيٍ، ودعمٍ عسكريٍ ولوجستيٍ ومعنويٍ من القوات الأميركية المنتشرة بكثافةٍ في أراضي ومياه المنطقة، لنصرة العدو الصهيوني، وشد أزره، على أثر الضربة القاسية التي تلقاها بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" الشهر الفائت.
حتى الساعة لم يستفق العدو من هول هذه الضربة، بدليل أنه لم يحقق أي إنجازٍ ميدانيٍ يذكر في غزة، بل يمعن في قتل المدنيين ونشر الخراب والدمار، محاولًا تحقيق أي "إنجازٍ" وهميٍ، "لحفظ ماء وجهه"، واستعادة هيبة جيشه المنهارة، لكن عبثًا يحاول. ورغم كل أعمال القتل والجرائم التي يرتكبها هذا العدو، ورغم كل الدمار الذي خلّفه في غزة وسواها، ورغم كل الدعم الأميركي- المذكور آنفًا، لا تزال صواريخ المقاومة تتساقط في عمق الكيان المغتصب. كذلك لم يتقدم جيشه إلا في بعض الأماكن المدمرة بالكامل في غزة حتى الساعة، وبذلك يحاول إيهام الرأي العام أنه يحقق الإنجازات الميدانية، وكل ذلك لتحقيق الغاية المذكورة أعلاه (محاولة استعادة ماء وجهه).
وعلى جبهة المساندة في لبنان، تخوض المقاومة على طول الخط الحدودي مع فلسطين المحتلة مواجهاتٍ بطولية تصاعدية مع جيش الاحتلال، تكبّده خلالها الخسائر في الأرواح والعتاد الفائق التطور، وتأخذ هذه المواجهات منحًا انسيابيًا، وتقوم المقاومة بالرد المناسب على هذه الاعتداءات الصهيونية، وتؤكد حضورها وجهوزيتها في الميدان، واستعدادها الدائم لأي تطورٍ على جبهة المساندة.
وفي هذا الصدد يرجّح مرجع إستراتيجي متابع لمجريات الوضع الميداني على الجبهة المذكورة، أنه "في حال استمرار العدو في الإمعان في ارتكاب الجرائم المتمادية في حق اللبنانيين وسواهم، لن تبقى المواجهات مقيدةً على الجبهة المذكورة، أي لن تبقى على وضعها الراهن، أي محصورةً ضمن المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولن يبقى أيضًا رد المقاومة على اعتداءات العدو ضد إهدافٍ عسكريةٍ لجيش الاحتلال، بل قد تتدحرج المواجهات المذكورة إلى اندلاع حربٍ إقليميةٍ، والقرار لدى هذا العدو، وقد يتبلور في الساعات المقبلة"، يختم المرجع.