الثبات ـ فلسطين
يقول الطفل مراد نصَّار الذي نزح وعائلته من مشروع تل لاهيا شمال قطاع غزة إلى مدينة خان يونس، إنه “يشعر بالخوف الشديد خصوصاً مع إطلاق الطيران "الإسرائيلي" ما تعرف بالأحزمة النارية، فصوتها قوي جدا ومرعب كثيرا”.
ويكمل “أريد أن تنتهي هذه الحرب والصواريخ، فقلبي يخفق بشدة عندما أرى طفلا جريحا أو أسمع عن طفل استشهد”.
حديث هذا الطفل جاء خلال رصد مشاهد الخوف والفزع التي يشعر بها الأطفال تحت قصف الطيران الحربي "الاسرائيلي" بعد 31 يوماً من القصف المتواصل.
ويضيف مراد “ألسنا كلنا سواسية؟ لماذا لا أكون في أمان مثل الطفل الذي يعيش فى أي دولة في العالم؟ يكفينا صوت الصواريخ، يكفي قصفا فقط أريد أن أعيش بأمان”.
وعلى مقربة منه يقف أخوه فادي 11 عاما ويقول: “أنا أخاف جدا خصوصاً عندما يأتي الليل وخاصة الكهرباء مقطوعة، ويستمر القصف الكثيف في الظلام، أنا أريد العودة لبيتنا وأريد أن انام على وسادتي بأمان”.
ويضيف، “لم يبق أحد من أصدقائي، تفاجأت باستشهادهم حينما رأيت فيديو على الفيسبوك تعرفت على جزء من وجوههم، كنا نلعب ونذهب إلى المدرسة مع بعضنا البعض، ونلعب في النادي كرة القدم، الناس تم قصفهم، وأصحابي ذهبوا بدون رجعه”.
وبصوت طفولي يحمل بداخله نبرة وعي بالأحداث يقول أحد الأطفال: “يجب أن تتوقف هذه المهزلة التي تحدث فينا، فأنا أريد أن أعيش والعب، مع إنني لا أخاف من أي قصف أو صواريخ، ولكن حقي الطبيعي أن ألعب في بيئة هادئة”.
وعن شعور الأمهات بما يحدث للأطفال من قتل وجرح وفقد في الشوارع، تقول الأم مروة المصري: “يكفينا، فنحن مدنيون انهكتنا الحرب، متى سيتدخل المجتمع الدولي؟ وما هو ثمن وصول كل شاحنة طعام تدخل القطاع اليوم، ثمنها يصل إلى 20 شهيدا بين الزيادة والنقصان، أخبرونا يا عالم”.
وتضيف بصوت محبوس بين يأس ودموع عن مشاهدتها للأطفال “لا يمكن ان أصف كأم، كيف أرى الأطفال مشردين في الشوارع دون أهاليهم الذين استشهدوا وتركوهم وهم يهيمون بلا مأوى أو مكان ولا طعام، لا يوجد بداخلي أي مهارة أو عبقرية أستطيع بها أن أتعامل مع هذا الواقع المأساوي".
وتكمل الأم المكلومة “الموت والحالات متكررة، القصف متكرر، نحن نواجه عدوانا فاشيا متكررا لا يمكنك معه تحمل العيش مع ظروف ليس فيها لا طعام ولا أمان ولا وقود بخلاف المشاعر الإنسانية التي تموت على حالها ألف مرة في اليوم . فإذا بكى طفلان في "إسرائيل" يقف معهما كل العالم، أما نحن كفلسطينيين يوجد لدينا الآلاف من الأطفال يبكون ومئات أصبحوا شهداء قبل أن يعرفوا الدنيا”.
وحسب معتصم صلاح مدير مركز الطوارئ في وزارة الصحة في قطاع غزة الاحتلال يقتل طفلا ويصيب طفلين كل عشر دقائق خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة ليصل إجمالي عدد الشهداء من الأطفال حتى هذه اللحظة إلى 3900 طفل، وأصيب نحو 8067 من الأطفال بجراح مختلفة منذ عملية "السيوف الحديدية" التي أطلقها الجيش "الإسرائيلي" في عملية إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وما زال نحو 1250 طفلاً مفقودين تحت الأنقاض.
فيما تشير بعض الأرقام وشهود عيان الى أن هناك نحو 300 طفل قد تناثرت أجسادهم تماما من شدة انفجارات الصواريخ "الإسرائيلية".