الثبات ـ إسلاميات
ردود فعل سلبية عجزت عن الاستنكار من قبل أذناب العرب، وبالأخص أولئك الذين عندهم قوة اقتصادية فاعلة على الأرض، عشرون يوماً من الإرهاب اللامتناهي على أهلنا في فلسطين المحتلة، ودون الدخول في الأرقام لأن العقل لم يعد يصدق، والقلب لم يعد يحتمل تلك المشاهد التي تدمي الأعين، محتسبين عند الله سبحانه وتعالى، حيث يقول: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، وجاء عن الإمام أحمد: قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال:[من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن ]، الأعراب لم يقفوا إلى جانب فلسطين، بل على العكس تماماً، خلدوا إلى أقفاصهم، ينتظرون الإملاءات الغربية، فلا تصريح، ولا إدانة، ولا اجتماعات، ولا تحركات شعبية في الشارع، لتجري الحياة في بلدانهم وكأن شيئاً لم يكن، وكأن الموت لن يحوف قصورهم، وقطعة القطن لن تنعف أدبارهم، سائلين الله لهم بذلك ضمة من ضمات القبر تنسيهم حليب أمهاتهم، ليعرفوا أن وعد الله حق، وأن الساعة حق، وأن فلسطين هي الجهاد الأكبر، فلا جهاد إلا في فلسطين، فلو كان الأمر مرهوناً على تصريح لوزير لبناني ضد مجازرهم في اليمن، لتكالبوا وصعدوا وسحبوا سفراءهم، لكن هذه فلسطين، التي تميز الطيب من الخبيث.
اليهود يهود، لا ذمة ولا ضمير ولا أخلاق، قتلة الأنبياء، استطاعوا أن يقهروا الكل إلا الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}، ديدنهم الكذب، وعهدهم منقوض من قبل أن يبرموه، يرون الناس من غير اليهود عبيد، إلا أنهم خسئوا في فلسطين، رجال الله الصادقين، الذين لا يخشون في الله لومة لائم، ظاهرين على الحق، يقاتلون دون فزع، يضربون عدوهم بقوة، غير آبهين لمن خذلهم، فالمقاومة في اليمن والعراق وسورية ولبنان إلى جانبهم، مؤمنين بوعد الله سبحانه وتعالى بالنصر المؤزر.
من يرى بأن القضية الفلسطينية هي قضية خاسرة فاليراجع دينه، ويبحث لنفسه عن طريق للاستغفار، فالأرض مباركة، ومن حولها منصورين بإذن الله تبارك وتعالى، وما هي إلا أيام أو أشهر أو حتى سنين، وسيأتي يوم الله تبارك وتعالى.