أقلام الثبات
ثمة اسئلة عديدة طرحت حول مصير رئيس الحكومة الأسرائيلة بنيامين نتنياهو، هل سيلحق باسلافه معزولا ومرذولا؟، وخصوصاً أمام محاولاته الحد من القضاء، حيث أثارت الخطط، التي تعتمدها حكومته من أجل الحدّ من صلاحيات القضاة، معارضة شرسة من مجموعات تشمل المحامين، الأمر الذي أدّى إلى توسيع الانقسامات السياسية العميقة في "المجتمع الإسرائيلي"، حيث تتسع الاتهامات له، لرشوى وتزوير، بوقت اتسعت فيه الاحتجاجات وتفاقم الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو، ويزداد الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة، الرابعة خلال عامين، والخامسة لنتنياهو خلال 12 عاماً.
وبدء عمليات طوفان الأقصى ،من رام الله إلى بيروت، مرورا بدمشق وبغداد والقاهرة ومدن أخرى، أيقظ (على إسرائيل تضامنا عربيا شعبيا، بينما وسم "طوفان الأقصى" ).
منذ اللحظات الأولى لعملية غير المسبوقة من ناحية الحجم والأسلوب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة ومهلّلة للهجوم الذي تزامن مع الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
كما في أحياء عدة في بيروت وفي قرى لبنانية، سارع السكان إلى توزيع الحلوى ابتهاجاً، وتكرّر المشهد في دمشق ومدن عدة في الضفة الغربية، حيث انطلقت مظاهرات مؤيدة.
فهل ستفرض التطورات على نتياهيو أن ينتهي مرذولا وحيدا في مصحة نفسية ، هذه وقائع مسؤولين صهاينة.
سئلت غوليرا مائير عن اسوأ يوم واسعد يوم في حياتها فقالت: أسوأ يوم في حياتي يوم أن تم إحراق المسجد الأقصى؛ لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي؛ لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يحركوا ساكنا.
قالت عن حرب أكتوبر: "سأظل أحيا بهذا الحلم المزعج لبقية حياتى، ولن أعود نفس الإنسانة مرة أخرى التي كنتها قبل حرب كيبو".
الا أن تقلدت منصب رئيس الوزراء 1969، لكنها تعرضت لضغوط نتيجة حرب أكتوبر وانهيار أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، وقدمت استقالتها وتوفيت في 8 ديسمبر 1978.
في الخامس عشر من أيلول، عام 1983، وصل سكرتير الحكومة الشاب، دان مريدور (وزير الاستخبارات اليوم)، إلى ديوان الرئيس الإسرائيلي في حينه حاييم هرتسوغ، وسلّمه استقالة رئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغن من منصبه. كانت الرسالة مقتضبة للغاية، لا تتعدّى سطرين. لم يتطرّق من خلالها إلى أي تفاصيل تذكر، إلا للبند 23، من قانون أساس الحكومة، الذي يمنحه حق الاستقالة من منصبه. وعلى الرغم من عدم ذكر أسباب الاستقالة، إلا أنَّ الأسباب كانت واضحة، وحاضرة رغم غيابها عن الورق. لقد أخرجت حرب لبنان الأولى بيغن من لعبة التاريخ، ورسمت نهاية مأساوية لسيرته الذاتية، لخّصتها الاستقالة، والعزلة التي تلتها.
طلق الإسرائيليون على الحرب اسم «سلام الجليل». وكان بيغن قد أعلن أنَّ الجيش الإسرائيلي لن يدخل إلى لبنان لاحتلالها. لكن الحرب صارت احتلالاً. صحيح أن منظمة التحرير غادرت لبنان متجهة إلى تونس، لكنَّ الجيش الإسرائيلي تورط في لبنان، وعانى خسارات كثيرة، وقد ولد في حينه مصطلح سياسي جديد ويتجدد دوماً، ولا يزال يستعمل حتى هذه الساعة الساعة اسمه «الوحل اللبناني». وصل الجيش الإسرائيلي إلى بيروت، لكن طريقه إلى هناك كانت مرصّعةً بالخسائر وسجّلت أحداثًا مأساوية، منها مجزرة صبرا وشاتيلا. وعندما يبدأ الإسرائيليون بالخسارة، تبدأ حركات الاحتجاج على الحرب تكبر وتتسع. وصار المحتجون يصلون إلى بيت بيغن يومياً للتظاهر.
وبعد حوالي ربع قرن من الصمت الإسرائيلي عادت قضية اغتيال الجنرال إسحق رابين للظهور بشدة ولتثير تساؤلات عن الدافع للقتل وعن المحرض والجاني. نعود للبداية، ففي الرابع من نوفمبر 1995 قام الشاب يجآل عامير باغتيال رئيس الوزراء رابين عقاباً له على توقيع اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين. في حينها حكم على عامير بالسجن وأغلق الملف إلى أن فتحه من جديد فيلم إسرائيلي عنوانه «ياميم نورائيم» (أيام مرعبة).
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون توفي بالمستشفى الذي كان يرقد فيه منذ إصابته بسكتة دماغية قبل ثماني سنوات. وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وفاة شارون.
ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن أحد أقارب أسرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إن شارون توفي اليوم السبت عن 85 عاما. وكتب عوفير غندلمان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو على موقعه على تويتر "رحل رئيس الوزراء السابق ارييل شارون عن 85 عاما". وصرح جلعاد نجل شارون للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي من مستشفى شيبا حيث يرقد والده "لقد رحل عندما قرر ان يرحل".
وشغل شارون، الذي كان عمله في المجالين العسكري والسياسي لفترة طويلة مثيرا للجدل، منصب رئيس الوزراء خلال الفترة ما بين عامي 2001 و 2006. وكان انسحاب إسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005 أحد أكثر السياسات إثارة للجدل خلال فترة ولايته. وكان شارون قد انشق عن حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وأسس حزب كاديما وذلك قبل عدة شهور من إصابته بالسكتة الدماغية.