الثبات ـ عربي
تواصلت الاشتباكات بين قوات العشائر وميليشيات "قسد" في أرياف دير الزور، وتركزت أمس في مدينة الشحيل بريف المحافظة الشرقي.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر عشائرية بريف دير الزور الشرقي أن انتفاضة أبناء العشائر ضد «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي، مستمرة حتى تحقيق أهدافها بطرد الميليشيات من ريف دير الزور ذي الأغلبية العربية، وحكم المناطق من المكون العربي.
وأفادت المصادر بأنه وبعد مضي أكثر من شهر على انتفاضة أبناء العشائر العربية في وجه «قسد»، فإن هجمات قوات العشائر مستمرة، بعدما اكتسبت زخماً إضافياً إثر انضمام وتلاحم أبناء القبائل مع بعضهم بعضاً لمواجهة الآلة العسكرية للميليشيات، وغدت الهجمات أكثر تنظيماً واتساقاً مع اكتساب خبرات في التخطيط والمقاومة واتباع تكتيكات عسكرية تناسب طبيعة المناطق المستهدفة.
وشددت على أن الحقوق والمطالب التي خرجت القبائل للمطالبة بها لم يجر التنازل عن أي منها، على الرغم من الوعود التي قطعتها قوات ما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب، وتعهدات متزعمي «قسد» بتلبيتها بغية احتواء الانتفاضة، إلا أنهم حبذوا اللجوء إلى الحل الأمني لإخماد الانتفاضة بعد تخاذل الاحتلال الأميركي في المنطقة ودعمه المستمر للميليشيات.
وذكرت أنه أصبح بمقدور قوات العشائر توجيه هجماتها من منطقة إلى منطقة أخرى وبشكل مباغت ومتناسق لإنهاك «قسد» وتوجيه ضربات موجعة لحواجزها ونقاطها العسكرية في طول وعرض القرى والبلدات المستهدفة، على الرغم من الحملة الأمنية المتواصلة للميليشيات، وما يترتب عليها من عمليات تمشيط ودهم واعتقال للمناوئين لها من أبناء العشائر العربية، بمن فيهم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتت المصادر إلى أن التقدم الذي تحرزه قوات العشائر العربية، مع دخول انتفاضتها شهرها الثاني، لا يمكن قياسه ببسط سيطرتها الجغرافية على مناطق محددة، بل باستمرار الهجمات وتصاعدها وتوسيع رقعة انتشارها ضد مراكز انتشار «قسد» وإيقاع خسائر فادحة في صفوف مسلحيها وتكبيدها خسائر في العتاد العسكري، ما يضعف معنوياتها ويرغمها على سحب قواتها من مناطق العشائر العربية.
مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي، ذكرت لصحيفة «الوطن» أن الهجمات المركزة والعنيفة لقوات العشائر تركزت أمس في «الشحيل» التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بالرشاشات ولقي فيها أحد مسلحي «قسد» حتفه بينما جرح ٣ آخرون بقذيفة هاون استهدفت مقر الأمن العام للميليشيات في المدينة، ما دفعها إلى قصفها بقذائف الهاون من نقاطها في بلدة الحوايج المجاورة، بالتزامن مع قصف القرى والبلدات المجاورة لذيبان من أحد حواجز «قسد».
وتوقعت المصادر انتقال هجمات قوات العشائر إلى مناطق جديدة في باقي مناطق شرق وغرب وشمال دير الزور وذلك بعد انطلاق الهجمات من بلدتي ذيبان والطيانة إلى بلدة أبو حمام ثم إلى بلدة الحوايج فمدينة الشحيل في ريف المحافظة الشرقي.
وقالت: إن هجمات قوات العشائر طالت أيضاً أمس نقاط ومقرات وحواجز «قسد» في بلدتي سويدان جزيرة والبقعان.
وأشارت المصادر إلى أن دعوة قائد قوات العشائر العربية وشيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل قبل أيام لانشقاق مسلحي «قسد»، باتت تؤتي أكلها، حيث انشق ٥ مسلحين من الميليشيات من إحدى نقاطها العسكرية في «الشحيل» أمس، وذلك بعد انشقاق عشرات مسلحيها من المكون العربي في وقت سابق وانضمامهم إلى صفوف قوات العشائر.