على حب الحبيب اجتمعنا..صلى الله عليه وآله وسلم

الأربعاء 27 أيلول , 2023 10:35 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

مر عام على الذكرى العزيزة على قلوبنا، الحفل السنوي لذكرى ولادة الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فألقى سيدي الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث في مجمع سيدي الشيخ عبد الناصر جبري رحمه الله تعالى، وقال فيه: الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان المتلازمان على سيدنا محمد واسطة عقد النبيين، وسيد أولي العزم من المرسلين، الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط مستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد:

يسرني أن ألتقيكم في هذا المجمع الكبير الكريم، وفي هذه الليلة من ليالي ربيع الأنور، مشاركة في الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والتي تعد من أكرم الذكريات، وأعظم المناسبات، وذلك لأنها جاءت مؤذنة بظهور شمس نبوته عليه الصلاة والسلام، ولاشك أن هذه الأمة المحمدية مرحومة لأجله، ومكرمة لأجله، فلولاه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لم يكن لنا قدر في هذا الوجود وفي هذه الحياة، فهو تاج رؤوسنا، وقرة أعيننا، الآخذ بأيدينا في الدنيا والآخرة، في الدنيا هو وسيلتنا، وفي الآخرة هو شفيعنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ وإن تعجب فعجب لأولئك الذين صدوا عن المشاركة في هذه الاحتفالات، زاعمين أن هذا العمل بدعة، أو هو ضرب من الإحداث في دين الله، وبئس ما فهموا لأنهم في الحقيقة لم يدركوا أن الاحتفاء والاحتفال به ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو نوع من الولاء له والعرفان، ولابد أن تشكر النعمة، ولابد أن يعرف المسلمون ما يتعين له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حق في وجوب محبته، وواجب نصرته ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وإذا الجناب كان عظيماً مدّ خده لخادمه لواء، وإذا ما عظمت سيادة متبوع أجل أتباعه الكبرى، هذا رسولنا وحبيبنا سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الذي فضله الله على العالمين، بل جعله رحمة للعالمين، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، تأملت هذه الآية الكريمة من سورة الأنبياء، فوجدت أنها أفادت توارد العموم في الرسالة، والشمول في الرحمة، على جهة جامعة، ألا وهي برزخية النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فكما هو رسول العالمين فهو رحمة للعالمين، هذا هو المعنى الذي تؤديه هذه الآية بمفهوم الحصر فيها، وذلك يفيد أن الرحمة في شمولها تنتظم برسالة في عمومها؛ لاشتراكهما في العامل وهو الفعل "أرسلنا"، واتحادهما في معموله وهو "الكاف"، وتلازمهما في العمل من حيث درء علة الإرسال في درء علة عذاب الاستئصال، فما ينبغي للرحمة في شمولها أن تتخلف عن الرسالة في عمومها، بل إنهما يسيران معاً، وهذا يعطينا أنه ما ينبغي أبداً أن تنفك هذه الرحمة عن الرسالة، ولعل هذا من أقوى الأسباب في أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يستعجل العذاب لقومه أو للمكذبين من أمته، وهذه حقيقة أكدها القرآن في مواضع، في حين استعجل بعض الرسل العذاب لأممهم، ولذلك جاء قوله تعالى في سورة الأنعام مؤكداً هذا المعنى: {قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ ۚ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأنعام : 57ـ58]، أي التي قدر فيها أنه سيخرج من أصلابكم من يعبده ولا يشرك به شيئاً، وقدر فيها أنه سيتخذ منكم عضداً لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ولهذه الآية نظائر كلها تؤكد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث رحمة للعالمين.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل