الثبات ـ عربي
تواصل فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية في المغرب عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الثامن على التوالي، وسط مخاوف من انهيارات صخرية، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
وتمكنت فرق البحث والإنقاذ، أمس الجمعة، من انتشال جثث من تحت الأنقاض في مناطق متفرقة، في ظل صعوبة الوصول إلى أماكن في الجبال الشاهقة في ضواحي مدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت.
وبالتزامن مع ذلك، تستمر عمليات فتح الطرق الجبلية المؤدية إلى القرى النائية، وسط مخاوف من انهيارات صخرية جديدة.
وكانت وزارة الداخلية قد أفادت بارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 2946، والمصابين إلى 5674 شخصاً.
في هذه الأثناء، قال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، إنّ السلطات المغربية مستمرة في البحث عن عالقين تحت الأنقاض.
وأضاف وهبي أنّ "الحكومة المغربية اتخذت قراراً بالبدء في إعادة الإعمار أولاً، ثم إيواء المتضررين".
من جانبه، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في مؤتمر صحافي أمس الجمعة، إنه يتوقع أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة "اليوم"، لدعم الناجين من الزلزال.
وتابع: "نحن، مثل الآخرين، مستعدون لتلقي طلب المساعدة، ومستعدون للعمل وتقديم الدعم بعد التنسيق"، مشيراً إلى أنّ "المرحلة التالية هي تقديم المساعدات للناجين في شكل مأوى وغذاء وإمدادات طبية".
من جهته، قال المتحدث باسم الفدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بونوا شاربانتيي: "تلزمنا أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات لإعادة البناء، لأنّ الأمر هنا لا يتعلق بمجرد تصليحات، بل بإعادة تشييد عديد من القرى".
وأضاف شاربانتيي في مؤتمر صحافي مشترك مع غريفيث في مراكش، أنّ "الناس بحاجة لمأوى وفرش وأغطية وألبسة شتوية".
وأطلق الصليب الأحمر الدولي نداءّ لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
وفي السياق، تسببت الأمطار الغزيرة والسيول في قطع الطريق بين مدينتي الريش وميدلت.
وكان الديوان الملكي المغربي محمد السادس، قد أفاد بأنه تمّ تفعيل المرحلة الأولى من خطة طارئة لإيواء متضرري الزلزال، وتشمل انهيار 50 ألف مسكن انهارت كلياً أو جزئياً في الأقاليم الخمسة المتضررة.
وفي اجتماع عمل حكومي أشرف عليه العاهل المغربي تمّ إقرار خطة إيواء مؤقت في هذه المناطق تأخذ بالحسبان تحديات كثيرة بينها الأمطار وتراجع درجات الحرارة.
كما تقرر صرف مساعدات مالية مباشرة لتسريع أعمال البناء أو إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً. وطالب الملك المغربي باستجابة سريعة وقوية تحترم كرامة السكان.
وكانت وسائل إعلام مغربية، قد ذكرت الخميس الماضي، أنّ حكومة البلاد قررت منح معونة عاجلة بقيمة 30000 درهم (نحو 3 آلاف دولار) للأُسر المتضررة من الزلزال.
وتقدر الأمم المتحدة عدد المتضررين في مراكش وجبال الأطلس بأكثر من 300 ألف شخص.