الثبات ـ فلسطين
أجرت الميادين نت مقابلةً خاصّة مع القائد في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو عبد الله، وذلك ضمن إحيائها الذكرى السنوية الثانية لعملية "نفق الحرية".
أكّد القائد في سرايا القدس أنّ عملية انتزاع الحرية التي قادها أبطال حركة الجهاد الإسلامي من قلب "الخزنة الحديدية"، كما ادعى العدو بوصفه سجن "جلبوع"، شكّلت حافزاً لكل المقاومين والمقاتلين في الضفة الغربية لتفعيل كل وسائل القوة والمواجهة انسجاماً وتناغماً مع الهدف الأساسي، وهو تحرير فلسطين.
أبو عبد الله: قرارنا المقدس هو تسليح كل الضفة
شدد أبو عبد الله على أنّ حرية الأسرى مثّلت شرارةً لإشعال الضفة الغربية في وجه عدوان الاحتلال، مؤكّداً أنّها بدأت بكتيبة جنين، ثمّ تخطت مدن شمالي الضفة الغربية، "وذلك ضمن قرارنا المقدس في سرايا القدس، الذي اتخذناه بكلِّ جرأةٍ وصلابة، بتسليح كل الضفة في مواجهة مشاريع الاستيطان والعدوان على شعبنا والمقدسات".
وبشأن عمل سرايا القدس وكتائبها على تحرير الأسرى، قال أبو عبد الله إنّ "هذا العنوان المهم من عناوين شعبنا المجاهد ليس الحديث ميدانه"، لافتاً إلى أنّ حرية الأسرى هدفٌ سامٍ تعمل عليه سرايا القدس بشكلٍ يومي في مختلف الميادين الجهادية، في سعيها "لشرف كسر القيود وإعادة الحرية إلى أبطال الحرية".
وأشار القائد في السرايا إلى أنّ طريق "تبييض" سجون الاحتلال من الأسرى "معروفٌ لدى السرايا، وهو في سلم الأولويات"، مُعاهداً الأسرى بأنّ "زنادنا سيصنع شمس حريتهم".
وأضاف القائد الجهادي أنّ سرايا القدس، وضمن مشروعها الجهادي، تعمل لكرامة الأرض والإنسان وحريتهما، مُشدّداً على اعتبارها الأسير ثابتاً من الثوابت التي لا يمكن التخلي عنها على الإطلاق، مُشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني أيضاً لن يتوانى عن الدفاع عن الأسرى الأبطال في سجون العدو.
السجون ساحةٌ من الساحات
وتطرق أبو عبد الله إلى معارك الأسرى داخل السجون، مؤكداً في مقابلته مع الميادين نت أنّ ساحة الحركة الفلسطينية الأسيرة هي "ساحة من ساحات المواجهة" التي يقاتل الأسرى مِن داخلها العدو "بكلِّ صلابة"، لافتاً إلى أنّ ذهاب العدو نحو التنكيل بالأسرى والعدوان عليهم، "سيكون جوابه برسم إرادة الشعب الفلسطيني بكلِّ قواه".
وفي السياق نفسه، أوضح أنّ الحركة الأسيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية تُمثّل "جسداً واحداً" في مجابهة الغطرسة والسياسات الانتقامية لحكومة العدو تجاه الأسرى، إذ كان هذا واضحاً في خطوة "التلويح بالإضراب كسلاحٍ ناجز" في ميدان السجون.
وتابع حديثه في هذا الصدّد مصرّاً على أنّ المقاومة الفلسطينية، "كما عهدها شعبها، لن تخذل الأسرى في السجون"، ولن تتركهم فريسةً "لمطامع الساسة الصهاينة الانتخابية"، مُشدّداً على أنّ العدوان على الأسرى "لن يجلب للعدو إلا المزيد من المقاومة داخل السجون وخارجها".
وفي ذكرى عملية انتزاع الحرية والتحرّر البطولي من ظلم الاحتلال وسجونه، أكّد القائد في سرايا القدس أنّ الإرادة التي امتلكها الأبطال الأسرى الأحرار في سجن "جلبوع"، والتي استندت "إلى حقنا في أرضنا وحريتنا"، تُعدّ مثالاً حياً على أنّ "هذا العدو قابلٌ للهزيمة"، لافتاً إلى العبارة التي أطلقها العقل اللامع القائد الكبير محمود العارضة واصفاً الاحتلال: "هذا الوحش هو وهمٌ من غبار".
أبطال نفق الحرية.. أيقونة نصرٍ وتحدٍ
وعبر الميادين نت، قال القائد في سرايا القدس إنّ ما جرى من بطولةٍ في عملية التحرّر "سيخلدها التاريخ، وستتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر"، وهي تُعدُّ "مسماراً جديداً في نعش بقاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين".
كذلك، أكد القائد في السرايا أنّ عملية نفق الحرية هي تعبيرٌ حقيقي عن إصرار حركة الجهاد الإسلامي، ومعها كل الشعب الفلسطيني، على استمرار المقاومة والقتال في كلِّ مكانٍ يوجد فيه العدو.
وختم أبو عبد الله حديثه إلى الميادين نت موجّهاً التحية إلى أبطال التحرّر الستّة، موضحاً أنّهم باتوا "أيقونة نصرٍ وتحدٍّ"، وصار يُضرب بهم المثل في الشموخ والعنفوان والصبر ورفض الضيم قدوةً للثائرين، مؤكّداً أنّ التاريخ سيسجّل أسماءهم غداً "بمدادٍ من نور، إلى جانب الشهداء والمقاتلين والجرحى"، على أسوار القدس والمسجد الأقصى المبارك، مُستشهداً بالآية القرآنية الكريمة: "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً".