الثبات ـ فلسطين
بين تموز/يوليو 2006 وتموز/يوليو الجاري، موازين تغيّرت ومعادلات جديدة تُكتَب. المقاومة اللبنانية، التي كتبت قبل عقدٍ من الزمن، معادلة "بيروت في مقابل "تل أبيب""، تردّ اليوم على خطاب الترهيب الإسرائيلي عبر معادلة "لبنان في مقابل فناء "إسرائيل"". فما مرتكزات القوة التي يبني عليها حزب الله تهديداته؟ وكيف تنظر إليه الأوساط العسكرية والسياسية؟
"الخطاب القوي"، كما وصف محللون إسرائيليون كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في مناسبة مرور 17 عاماً على حرب تموز/يوليو 2006، بينما استحوذت تهديدات السيّد نصر الله بإعادة "إسرائيل" إلى العصر الحجري، إذا اعتدت على لبنان، على اهتمام المعلّقين، على نحوٍ كبير، بحيث رأوا أنّ لدى السيّد اطّلاعاً وإلماماً كبيرين بـ"المجتمع" و"الجيش" الإسرائيليين.
من جهته، رأى نابو كوهين، وهو مستشار في الشؤون الاستراتيجية، أنّ "كلام نصر الله مرعب". فأن يكون لحزب الله 150 ألف صاروخ، بينها بضعة آلافٍ دقيقة، فهذه "مشكلةٌ استراتيجيةٌ"، مع احتجاجٍ أو من دونه، فـ"إسرائيل" تقول إنّ "حزب الله مرتدِعٌ، وهي رواية كاذبة، فإسرائيل هي المرتَدِعة".
اقرأ أيضاً: في الذكرى الـ17.. كيف تجلّت الملامح الأولى لانتصار تموز التاريخي؟
عناصر قوّة المقاومة
"سوف تتعرض إسرائيل لما يُشبه القنبلة النووية عند أي احتكاك مع المقاومة"، وفقاً لمحلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية، شارل أبي نادر، الذي أكد أنّ المقاومة تمتلك الأهداف ذات البعد الاستراتيجي والصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، والقادرة على تدمير هذا الكيان.
وفي البعد الاستراتيجي، أكد أبي نادر أنّ المقاومة استطاعت "فرض معادلة ردع جديدة"، لأنّها أصبحت تمتلك صواريخ تتجاوز منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي والقبة الحديدية.
وبهذا الخصوص، أفاد محلل الميادين للشؤون الإقليمية والفلسطينية، ناصر اللحام، بأنّ حزب الله لم يعد "يهدّد بالرد بالمثل" من الناحية الصاروخية، بل بات يتحدّث عن "تعطيل البنى التحتية" في الداخل الإسرائيلي، لإعادة "إسرائيل" إلى العصر الحجري.
في السياق، قال قتيبة الصالح، محلل الميادين للشؤون العربية والاسلامية، إنّ المقاومة استطاعت وضع معادلة للردع مع الكيان الإسرائيلي "ضمن سقف جديد" أعلى مما كان عليه في السابق.
إعلام إسرائيلي: ثقة نصر الله بصواريخ حزب الله مرعبة وتشكل تهديداً استراتيجياً
محور المقاومة
وفي السياق، أشار أبي نادر إلى "ترابط محور المقاومة"، الذي "يشمل كلّ الأطراف" داخل فلسطين المحتلة وخارجها، كما يمتدّ إلى إيران واليمن والعراق.
وأضاف أنّه بسبب هذا الترابط، بات العنصر الخارجي، متمثلاً بالولايات المتّحدة الأميركية، أساسياً في "الموافقة على أي مواجهة" يقوم بها كيان العدو.
وتطرّق الصالح إلى قدرة محور المقاومة على "إنهاء هذا الكيان"، مؤكداً أنّه "في هذه الساحة، لا يلعب كيان العدو لعبة نقاط، بل لعبة وجود وفناء".
وشدّد اللحام على أنّ "إسرائيل" "لم تعد صاحبة قرار"، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة "تتدخل مباشرةً في كل خطوة".
وتابع أنّ "إسرائيل" باتت "ملزَمة" بإبلاغ الولايات المتحدة أيَّ شيء، حتى إن كان عدواناً على شكل غارة جوية.
وختم اللحام بالقول إنّ "إسرائيل"، التي كانت تعتدي على الجميع، عليها اليوم التنسيق مسبّقاً مع الولايات المتحدة، تفادياً لمواجهة تجمع محور المقاومة، الذي استطاع تغيير معادلة الصراع لمصلحته.