الثبات ـ فلسطين
يضطر إسماعيل نشوان (65 عاما) الذي يعاني تليّفًا رئويًّا، لقطع رحلات مكوكية ذهابًا وإيابًا بين منزله والمستشفى منذ أن ارتفعت درجات الحرارة فوق 38 درجة مع عجزه عن تشغيل جهازه المنزلي للتنفس الصناعي أو حتى مروحة في المنزل.
قال نشوان وهو منهك ومستلق على سرير “والله الوضع صعب جدا، يعنى أريد كهرباء وأُكسجين ومروحة.. بدي حد يساعدني على أني أقدر أتنفس”.
وأوضح نشوان،ان حياته اصبحت تتلخص في الذهاب والاياب من المستشفى.
ويعيش أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع ويعانون انقطاعًا في الكهرباء يستمر في أحسن الظروف مدة 12 ساعة يوميا، مع تزايد الطلب على أجهزة تكييف الهواء.
ويعود السبب في تدمير اقتصاد قطاع غزة، المكتظ بالسكان إلى الحصار الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي عليه منذ 16 عاما.
وقال الدكتور محمد الحاج من مستشفى شهداء الأقصى في غزة إن اشتداد الحرّ وانقطاع الكهرباء جعلا المستشفى يعالج أعدادا أكبر ممن يعانون مشاكل في التنفس في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، وهما أشدّ أوقات العام حرًّا عادة.
وقال الطبيب إن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق وانقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة انعكسا سلبًا على المرضى عمومًا ومرضى الجهاز التنفسي خصوصًا.
وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يمنع المريض من أخذ حقه من الأكسجين وجلسات التبخير بشكل منتظم في المنزل؛ مما يؤدي إلى تردد المرضى خاصة مرضى الجهاز التنفسي على المستشفى.
وإلى جانب حالات الإصابة بالتليّف الرئوي المستجد الذي قد يصاب به الإنسان في مسار حياته، يقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 300 شخص في القطاع ولدوا مصابين بالتليّف الكيسي الذي يؤدي إلى انسداد الرئتين والجهاز الهضمي.