الثبات ـ عربي
ما زال دخان المعارك في السودان يحجب أي أفق للتفاهم بين اطراف الصراع.
فبعدما استبشر السودانيون خيرا بأنباء توصل الجيش وقوات الدعم السريع الى هدنة في جدة السعودية، خرج المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان مقتضب، ليؤكد ان الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح، وبل وشدد على أن التفاوض متوقف حاليا، وان وفد الجيش لم يغادر البلاد اصلا.
الدعم السريع كذلك نفى على لسان عضو المكتب الاستشار لقائد قوات الدعم السريع عمران عبدالله حسن وجود اي اتفاق، نتيجة ما اسماها عدم جدية وفد الجيش، واضاف ان شرط قوات الدعم السريع هو وقف تام لاطلاق النار، مؤكدا انها لن تنسحب من المواقع الاستراتيجية التي تسيطر عليها إلا بعد التوقيع النهائي على الاتفاق.
بالتزامن، حذرت قوات الدعم السريع، في بيان لها على موقع تويتر من نذر حرب أهلية بين مكونات شرق السودان، وقالت إن ملامح هذه الحرب بدأت بتسليح بعض القبائل مما يعد خطرا على النسيج الاجتماعي.
وتأتي هذه التطورات، في حين شهدت العاصمة الخرطوم، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وتركزت الاشتباكات في أم درمان وحيي الشجرة وجبرة في محيط سلاح المدرعات، وفي مدينة بحري شمالي العاصمة. واتهمت قوات الدعم السريع، قوات الجيش بقصف مباني مستشفى الأطباء في الخرطوم، مما أدى إلى تدمير المبنى.
وعلى ضوء التصاعد الكبير للاشتباكات على مختلف الجبهات وغياب أي أفق قريبة للحل، حذرت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين فيث كاسينا من أن الوضع في السودان معقد وان هناك تحديات لوجستية كبيرة لإيصال المساعدات، مشيرة الى أن عدد النازحين داخل البلاد تجاوز الثلاثة ملايين شخص بسبب القتال.
واضافت ان مفوضية شؤون اللاجئين تواجه تحديات كبيرة تتمثل بنقص التمويل وما لديها لا يتجاوز ربع الاحتياجات اللازمة.