السعودية تُزيل مواداً دراسية معادية لـ "إسرائيل" والأخيرة تُرحب

الإثنين 17 تموز , 2023 09:41 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

يواصل الإعلام الصهيوني رصد المناهج الدراسية في ‏السعودية، في ظل محاولات الوصول إلى مرحلة التطبيع مع الاحتلال، التي وصلت إلى تخفيف حدة العداء للاحتلال، وأهمها عدم ‏اتهامه بإحراق المسجد الأقصى، والادعاء بأن اندلاع حرب 1967 نابعة من الرغبة في السيطرة على الشرق ‏الأوسط.

المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر زعم أن "الثورة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ‏انعكست في إصلاح وتغيير محتويات الكتب المدرسية منذ وصوله إلى السلطة، إذ تم إزالة الإشارات لليهود ‏بأنهم قرود وخنازير، يعبدون الشيطان، ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم، وأعداء لدودون للإسلام، كما أزيلت المواد ‏المعادية لكيان الاحتلال، التي تقول؛ إنها تستخدم النساء والمخدرات ووسائل الإعلام من أجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم، التي تخطط ‏(إسرائيل) بموجبها لتوسيع حدودها من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق".‏

وأضاف آيخنر أن "دراسة إسرائيلية جديدة فحصت التغييرات التي طرأت هذا العام ‏على المناهج السعودية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو اتجاه يحمل تغييرات إيجابية في الكتب المدرسية، ‏فيما يتعلق بالمحتوى المعادي لـ (إسرائيل) وللسامية، كما تم إحراز تقدم في قضايا النوع الاجتماعي، بإضافة محتوى ‏ضد حزب الله وجماعة أنصار الله المدعومين من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، ومحتوى أكثر تسامحا يعزز السلام، ‏وتشجيع مضامين التسامح وفقا لمعايير اليونسكو".‏ على حد قوله.

وأشار إلى أن "الدراسة شملت تحليل 301 كتاب مدرسي في السنوات الخمس الماضية، طبعتها وزارة التربية ‏والتعليم السعودية، وكان أهم تغيير تم إجراؤه في تغيير الموقف السلبي تجاه اليهود، وإزالة جميع الأمثلة المعادية ‏للسامية تقريباً، وحذف أغنية عن معارضة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وحذف الواجب المدرسي الذي طلب ‏من الطلاب دحض المزاعم الصهيونية حول علاقتهم بفلسطين، حتى إن كتاب التاريخ للمرحلة الثانوية أزال درساً ‏عن النتائج الإيجابية للانتفاضة الأولى، والإشارة لـ (إسرائيل) بأنها ديمقراطية مزورة، وإزالة اتهام إسرائيل بإضرام ‏النار في المسجد الأقصى عام 1969 من أحد الكتب".‏

وأوضح أنه "في عدة مواضع في الكتب المدرسية عدّلت الوزارة السعودية المصطلحات تجاه كيان الاحتلال، ‏واستبدلوا الإشارات إلى العدو الصهيوني أو العدو الإسرائيلي بالاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، لا تزال ‏الكتب المدرسية لا تعترف بكيان الاحتلال، ولا تعلّم عن الهولوكوست، كما أن الخرائط تتجاهل تماما وجود الكيان، ولا ‏تذكر اسمها، ولا تزال الصهيونية توصف بالحركة الاستعمارية والعنصرية الأوروبية، ولا تزال هناك أماكن ‏توصف فيها بالكيان الصهيوني، وتعتبر أن دوافع (إسرائيل) لشنّ حرب 67، هي السيطرة على الأماكن المقدسة ‏الإسلامية والمسيحية ومواقع النفط في سيناء".‏ وفق ما صرح به.

ماركوس شيف الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث والسياسات ‏IMPACT-se‏ ذكر أنه رغم أهمية كل ‏إصلاح في الكتب المدرسية، إلا أنها في السعودية لها أهمية خاصة كقائدة للمذهب السني في الدول الإسلامية، ‏أما نائبه آريك أغاسي، فذكر "أن التغييرات التي يجريها ابن سلمان شجاعة للغاية، وغير مسبوقة، وهي علامة على ‏أشياء قادمة؛ لأن المملكة ليست مجرد دولة عادية، بل يتم توزيع كتبها المدرسية على المجتمعات الإسلامية في ‏جميع أنحاء العالم، ويتم دراستها من قبل عشرات الملايين من الطلاب في المساجد والأماكن التعليمية الأخرى".‏ وفق حديثه.

وليست المرة الأولى التي يشيد فيها كيان الاحتلال بالمناهج الدراسية السعودية، بزعم أنها بدأت تشهد ‏تغييرات جوهرية، مما يعني أن روح التقارب بين "تل أبيب" والرياض أخذت طريقها نحو إزالة المحتوى المعادي ‏للاحتلال من الكتب المدرسية للمملكة، الساعية لتخفيف نيران العداء تجاه الاحتلال، وهي نتائج مشجعة من وجهة ‏نظره؛ لأنها تشير لتغيير إيجابي في موقف نظام التعليم في السعودية، بحسب رأي الإعلام العبري.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل