الثبات ـ عربي
أعلنت شخصيات سعودية رفضها واستنكارها، لعزف نشيد الاحتلال في الأراضي السعودية، خلال استضافة المملكة حفل انطلاق بطولة الفيفا العالمية على أراضيها، وجرى خلالها رفع العلم (الإسرائيلي).
ونددّت الشخصيات، بهذا الحدث الذي رأت فيه طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني.
تطبيع معلن!
أكدّت حصة آل ماضي الناشطة السياسية بالسعودية، أنّ هذه الاستضافة هي أحد أوجه التطبيع مع الاحتلال، وقد ظهر للعلن بشكل مباشر تحت غطاء التطبيع الرياضي.
وقالت آل ماضي: "لم يكن الحدث الرياضي أهم من المسجد الأقصى وما يتعرض له من تهديد وجودي، ولا من مجزرة جنين البشعة التي ارتكبها الاحتلال أمام العالم".
ورأت أنّ هذا التطبيع هو تشجيع للاحتلال للمضي قدما في جرائمه ومجازره بحق الأقصى، مضيفة: "لم يكن يتوقع مكافأة لجرائمه أفضل من أن يرفرف علمه على أراضي بلاد الحرمين".
سقوط أخلاقي
من جهته، قال الناشط والباحث السعودي د. محمد العمري، إنّ هذا الحدث هو إعلان صارخ للتطبيع مع دولة الاحتلال، وهو الحدث الذي يعتبره (الإسرائيليون) بالانتصار الكبير عندما يرفرف علمهم على أرض رسول الله عليه السلام.
وأوضح أن الاحتلال لا يتعامل مع الأمر بكونه حدث رياضي أو سياسي عابر، إنما ينطلق من فهمه لصراع وثأر تاريخي مع المسلمين والعرب، ويرى أنه له حق في الأرض السعودية.
وأكدّ أن هذا الحدث يعتبره الاحتلال انتصارا سياسيا كبيرا، "مجرد نظرة بسيطة لقراءة وتعليقات سياسيين وقيادات الاحتلال يرونه الاختراق السياسي الأهم بعد سنوات من التطبيع السري".
طعنة بالخاصرة
من جهته، استنكر الحقوقي السعودي عضو منظمة "قسط" لحقوق الإنسان عبد الله الجريوي، استضافة الاحتلال ورفرفة علمه فوق بلاد الحرمين، مشددًا على أن هذا الحدث يمثل اختراقا قانونيا أولا للقوانين التي تجرم التطبيع مع الاحتلال، ثانيا مع الموقف السياسي المعلن للمملكة الذي أعلن ربط التطبيع بانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
واعتبر، هذا الحدث بمنزلة انقلاب أخلاقي وقيمي وقانوني، ويعبر عن المزاج السياسي الرامي لتطبيع العلاقة مع الاحتلال واظهارها للعلن بعد سنوات من الزواج العرفي في الدبلوماسية بين الطرفين، وفق توصيفه.
وأكدّ الجريوي أنّ هذا التطبيع يمثل وصمة عار على متخذي القرار، وبمنزلة طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية التي تعد القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية.