الثبات ـ فلسطين
وجّه الأسير المعزول في سجن "إيشل"، محمد العارضة، رسالة إلى أهالي مخيم جنين، في الضفة الغربية المحتلة، بعد الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها مدينة جنين ومخيمها وأهاليها مطلع تموز/يوليو الجاري.
وحيّا الأسير العارضة في الرسالة صمود الفلسطينيين في مخيم جنين الذي شهد مواجهات واعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المخيم، مبيّناً "تحدي الأهالي وبطولتهم وصمودهم، وإصرارهم ومثابرتهم إذ كان المخيم في المقدمة، والملهم ورأس الحربة من مقاتلين وأهال".
كما سلّم العارضة على "الشهداء والجرحى والعذابات، وأصحاب البيوت المهدمة والمشردين، في شموخهم وصمودهم وانتصارهم"، مشيراً إلى أنّ "مخيم جنين يبقى الملهم والعنوان، ويبقى بداية لكل تحول كبير في مسيرة المقاومة الفلسطينية، وهو عصي على كل التجاذبات، وأكبر من ذلك عنوان الوحدة وماكينة الصهر لكل التيارات".
وتوجّه العارضة للمقاومين في جنين قائلاً: "أنتم قبلة الوحدة ونموذج لما يريده كل الفلسطينيين، أيها المقاتلون نقبّل الأرض تحت أقدامكم".
ورأى الأسير العارضة أنّ من يتخاذل في نصرة أهله في جنين "فإنّ الله سيحاسبه على ذلك، وسيلعنه التاريخ والأجيال المقبلة"، مؤكداً أنه "نحن نستطيع كفلسطينيين الحفاظ على مخيم جنين وعلى مقاومته الباسلة الشجاعة البطلة، وأن يكون نقطة إجماع للكل الفلسطيني، ونقطة تحول كبيرة متقدمة للوحدة الكبيرة وللمنطقة بأسرها".
ودعا الأسير العارضة فصائل المقاومة أن "يتنزهوا بأنفسهم عن الصغائر، ويستوعبوا كل شيء أمام الصمود الكبير والظلم الكبير على الشعب الفلسطيني، وأن يستشعروا المسؤولية بحق".
كما دعا في الرسالة أهالي المخيم إلى أن يكونوا أقوياء، "لأنّ العالم لا يقف بجانب الضعفاء والمتفرقين ولا يعرف إلا الأقوياء والمتحدين"، مشدداً على أنه "يجب أن ينتهي الانقسام بين الأطراف الفلسطينية، وأنّ مخيم الوحدة هو مخيم جنين".
الجدير بالذكر أنّ الأسير محمد العارضة من بلدة عرابة في محافظة جنين شمال الضفة المحتلة، اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 16/05/2002، وأصدرت محكمة الاحتلال بحقّه حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات بالإضافة إلى عشرين عاماً أخرى، بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونجح الأسير العارضة بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر الماضي، برفقة الأسرى أيهم كممجي، محمود العارضة، مناضل انفيعات، يعقوب قادري وزكريا الزبيدي بانتزاع حريتهم عبر نفق من سجن جلبوع.
وفي العاشر من الشهر نفسه، أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسير محمود العارضة برفقة الأسير يعقوب محمود قادري في مدينة الناصرة في الداخل المحتل.
وفي اليوم التالي، أعادت قوات الاحتلال اعتقاله برفقة الأسير زكريا الزبيدي، وفي فجر الـ19 من أيلول/سبتمبر الفائت، أعادت قوات الاحتلال اعتقال أيهم كممجي ومناضل أنفيعات بعد محاصرة منزل كانا يتحصنان فيه شرق جنين.