الثبات ـ لبنان
أكَّد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة، أنَّ معركة "بأس جنين" كانت ذات أهمية كبرى ومحطة هامة في مسيرة المقاومة الفلسطينية، وهي امتداد لمعارك سابقة تميز بها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ المعركة شكّلت نموذجًا مهمًا لباقي مدن الضفة الغربية والتي بمجملها تقع تحت الاحتلال الصهيوني.
وفي حوار خاص مع وكالة "ايرنا"، شدَّد النخالة على أهمية معركة "بأس جنين" وما تميزت به، سواءً بالروح القتالية والتضحية العالية التي تمتع بها المقاتلون من كتيبة جنين وباقي قوى المقاومة الفلسطينية، أو بالتفاف الحاضنة الشعبية التي كان لها دور أساسي في صمود المقاتلين.
وأضاف: "المعركة ستشكل لاحقًا مصدر إلهام لكل الفلسطينيين، ومن هنا تكمن أهمية الإنجاز الذي تحقق بالتصدي لقوات العدو المدججة بكافة أنواع الأسلحة وطردها من المخيم تحت ضغط المواجهة البطولية التي أبداها المقاتلون، وكذلك الحاضنة الشعبية التي لم تتردد في الالتفاف حول المقاومة وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها".
ورأى النخالة أنَّ ما حدث في جنين من محاولة اجتثاث المقاومة مُتوقّعٌ حدوثه في أي منطقة يرى العدو أنها تشكل تهديدًا جديًا على قواته وعلى المستوطنات المنتشرة كالسرطان في الضفة الغربية، لافتًا إلى أنَّ نموذج جنين الفلسطيني من مقاومة وحالة الالتفاف والاحتضان الشعبي يجب أن يكون نموذجًا لكل مدن وقرى فلسطين.
وتابع: "نحن نعمل بكل جدية لانتشار كتائب ككتيبة جنين في كل المدن الفلسطينية، وأصبحت حقيقة موجودة، ولكن بنسب متفاوتة بين مدينة وأخرى رغم وجود عقبات كثيرة وأهمها نقص الأسلحة، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لتوفيرها، لكننا نعمل بجدية من أجل أن يكون نموذج جنين يشمل كافة المدن الفلسطينية والاستعداد موجود لدى الشباب الفلسطيني للقيام بذلك".
وأشار النخالة إلى أنَّ "التحديات كبيرة، وقلة الإمكانيات تجعل صيرورة المقاومة وتصاعدها في مد وجزر، ولو تحمل العرب والمسلمون مسؤولياتهم بشكل جدي وحقيقي تجاه دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته لاختلفت الصورة منذ زمن بعيد".
وعن حديث العدو عن أنفاق وتجهيز طائرات مسيَّرة في جنين وعبوات ناسفة متطورة، أوضح النخالة أنَّه "يوجد أشياء كهذه، ولكن ليس بالشكل الذي يتحدث عنه العدو، هذه العناوين والتسميات هي ضرورية ومرافقة لوجود المقاومة وهي متواضعة جدًا، والعدو يبالغ ويريد أن يقول إنه يقاتل على جبهة تملك إمكانيات كبيرة، ليبرر استخدامه لأحدث الأسلحة من طائرات ووسائل قتالية أخرى وليغطي فشله في إنهاء حالة المقاومة التي تعتمد بشكل رئيسي على المقاتل الفلسطيني الشجاع".
وشدَّد على أنَّ المقاومة في غزة كانت تقيّم الموقف خلال المعركة للقيام بما هو ضروري في الوقت المناسب، مبيّنًا أنَّه من الممكن أن يكون لها دور مهم في أي معركة أو عدوان يتعرض فيه الشعب الفلسطيني والمقاومة لتهديد كبير.
وأكَّد النخالة أنَّ وحدة المقاومة الفلسطينية هي ضرورة وليست خيارًا، ونحن ننطلق في علاقتنا مع كافة القوى الفلسطينية من هذا المبدأ ونسعى ونعمل على تحقيقه في الميدان وعلى كافة المستويات، وما تم تجسيده في معركة جنين أكبر دليل على ذلك، فلن نحقق أي انجاز أو انتصار على العدو بدون الوحدة".
واعتبر أنَّ "ما يجري في الضفة هو عمليًا أكثر من الإطار التنسيقي للغرفة المشتركة في غزة ويتجاوزه، وخاصة علاقة كتيبة جنين بمن حولها من قوى المقاومة، فنحن نتقاسم المال والسلاح والطعام".
وحول علاقة المقاومة الفلسطينية بإيران، قال النخالة: "علاقات كافة قوى المقاومة بإيران ممتازة، وإيران تقدم دعماً لكافة حركات المقاومة، وإيران تقف بجانب الشعب الفلسطيني على كافة المستويات مؤيدة له ومساندة وداعمة، وإيران بذلك تقوم بواجبها كدولة مسلمة تجاه الشعب الفلسطيني، ونحن نشكرها على ذلك، ونطالب كافة الدول العربية والإسلامية أن تقوم بواجباتها تجاه فلسطين، والقضية الفلسطينية وتدعم المقاومة، وسنكون أيضا لهم من الشاكرين".
وعن فكرة وحدة الساحات، أشار إلى أنَّها "تعني وحدة قوى المقاومة وتكاملها حيثما كانت وحيثما وجدت، وهذا نعمل عليه بكل جدية نحن وكافة قوى المقاومة في المنطقة، وأصبح هدفًا يسعى الجميع لتحقيقه، ولقد قطعنا شوطًا مهمًا في هذا الطريق، ولكن أيضًا يجب أن نبذل جهدًا كافيًا من أجل أن يصبح شعار وحدة الساحات واقعًا تعيشه شعوب منطقتنا وتلمس نتائجه وتراه رأي العين".
وفي الختام، طالب النخالة شعوب الأمة العربية والإسلامية وحتى الأنظمة أن يقفوا عند مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وألا يتركوه وحيدًا في مواجهة "إسرائيل"، مطمئنًا "كل محبي المقاومة ومؤيديها، أن المقاومة بخير وتقاتل وستستمر بالقتال دفاعًا عن القدس ودفاعًا عن فلسطين، رغم كل الظروف الصعبة التي نحيط بنا".