الثبات ـ دولي
أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن "فصل جديد في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، بعد خروجه مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، حيث أجريا محادثات تطرقت إلى مواقف البلدين المختلفة بشأن روسيا وحقوق الإنسان، أمس الخميس.
من جهته، أشاد بايدن، بـ"العلاقة المهمة" مع الهند، التي تربطها بالولايات المتحدة الأميركية اتفاقيات كبرى في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا.
واتفقت الدولتان على إنهاء 6 نزاعات بينهما في منظمة التجارة العالمية، ووقعتا اتفاقات في مجالي الدفاع والتجارة، ليعلن بايدن بذلك عن "بداية حقبة جديدة في العلاقات الأميركية الهندية".
وقال بايدن، الذي استقبل مودي في البيت الأبيض بحفاوة، في مؤتمر صحافي مشترك، إن "الشراكة بين البلدين أصبحت أقوى وأوثق وأكثر حيويةً من أي وقت في تاريخها".
وأضاف بايدن أن الشراكة الاقتصادية تشهد "ازدهاراً"، مع تضاعف التجارة لأكثر من مثليها، على مدى السنوات العشر الماضية.
كذلك، يقول مسؤولون في إدارة بايدن إنه سيجري الإعلان عن "اتفاقيات ضخمة"، في ما يتعلق بأشباه الموصلات والمعادن النادرة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى التعاون في مجالي الفضاء والدفاع.
وسيوقع بايدن ومودي اتفاقاً للسماح لشركة "جنرال إلكتريك" بإنتاج محركات الطائرات في الهند للطائرات العسكرية الهندية، من خلال اتفاق مع شركة "هندوستان أيرونوتيكس".
وخلال خطابه بالكونغرس الأميركي، صرّح رئيس الوزراء الهندي بأن "الصراع في أوكرانيا عاد بالحرب إلى أوروبا، وأنه يجب على العالم بذل جهود كبيرة لوقف سفك الدماء".
وقال مودي: "شهدنا في السنوات الأخيرة أحداثاً مدمِّرةً بشكل عميق. مع نشوب الصراع في أوكرانيا، عادت الحرب إلى أوروبا، وهذا يسبب آلاماً هائلةً للمنطقة بأكملها".
وأشار مودي إلى تضرُّر الدول النامية بشكل خاص من جراء تلك الأحداث الكارثية، مؤكداً أن "النظام العالمي يقوم على احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وحل النزاعات بطرق سلمية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها".
كما أعاد رئيس الوزراء الهندي تأكيد تصريحه السابق بأن "الآن ليست فترة الحروب"، الذي قاله للمرة الأولى خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أيلول/سبتمبر من العام الماضي.
وتابع مودي: "سأقولها بصراحة وعلانية، الآن ليست فترة الحروب. ولكن لتحقيق ذلك، نحتاج المزيد من الحوار والدبلوماسية، ويجب على الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لوقف سفك الدماء ومعاناة البشر".
يذكر أن واشنطن تريد أن يكون للهند ثقل استراتيجي يوازن نفوذ الصين، وتراها شريكاً مهماً، على الرغم من أن بعض المحللين والمسؤولين السابقين يشككون، وفق وكالة "فرانس برس"، في استعداد الهند للوقوف أمام بكين في قضايا مثل قضية تايوان، فيما تشعر واشنطن بالاستياء من العلاقة الوثيقة بين الهند وروسيا في ضوء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويسعى مودي لتعزيز نفوذ بلاده على الساحة العالمية، في أعقاب توتر علاقاتها مع جارتها الصين. والهند هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عددهم 1.4 مليار نسمة.