الثبات ـ دولي
نشر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، مع اقتراب ذكرى بدء الحرب الوطنية العظمى، شهادة مكتوبة للمارشال النازي فرديناند شيرنر حول استعدادات ألمانيا لشن هجوم على الاتحاد السوفيتي.
ومن الشهادة المكتوبة بخط اليد، يتضح أن ماكينة الدعاية النازية حاولت بكل الطرق إخفاء خطة الهجوم حتى عن الألمان.
ووفقا له، بعد توقيع معاهدة مولوتوف-ريبنتروب عام 1939، "اعتبر الشعب والجيش الاتفاقية مع روسيا صادقة ورحبوا بها باعتبارها نجاحا سياسيا كبيرا ، وتسبب الاتفاق في ذلك الحين في رفع المعنويات العامة وساد الاقتناع بأن أدولف هتلر قام بعمل سياسي عظيم. ولكن الاتفاق كان في الواقع خدعة تكتيكية مقصودة هدفت لكسب الوقت".
وذكر الضابط النازي، أن جنود الجيش الألماني، حتى اللحظة الأخيرة، لم يصدقوا احتمال نشوب حرب مع روسيا وأن الحرب لم تكن بأي حال من الأحوال شعبية بالنسبة لهم. ولشن هذه الحرب كان يجب إثارة روح التعصب في الجيش، مع الإفراط في مدح صفات الأمة الألمانية وتقاليدها مع التقليل من شأن الشعوب والأجناس الأخرى .
في نوفمبر 1939، علم شيرنر نفسه أن ألمانيا ستغدر الاتحاد السوفيتي. وتم ذلك خلال حديث مع هيملر وتفاجأ حتى أنه سأل هيملر عما إذا كان هذا هو رأيه الشخصي أو وجهة النظر الرسمية للسياسة الألمانية.
ويرى المارشال في اعترافاته، النازية منذ بدايتها كانت "حركة نحو الحرب"، وتم تشكيل كل المنظمات العامة التابعة لها، لكي تؤدي مهام عسكرية، ويتعلق ذلك في منظمة المقام الأول "شبيبة هتلر".
وأشار شيرنر إلى أن شن الحرب يتطلب الكثير من المال، وهو ما يفتقر إليه الاشتراكيون القوميون، لذا كان نهب الأراضي المحتلة والدول المحايدة أمرا ضروريا. ولذلك أصبحت الأهداف البراغماتية (الاستيلاء على أوكرانيا والقوقاز) في صراع متزايد مع سياسة العظمة الهتلرية (خطط الاستيلاء على موسكو).