الثبات ـ فلسطين
قالت مصادر صحافية اليوم الثلاثاء، إن مواصلة وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، استفزازاته في الحرم القدسي، تحت رعاية قوات الاحتلال باتت "أكثر اطمئناناً" عقب المواجهة العسكرية الأخيرة مع المقاومة في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستفزازت لا تعدو كونها ذات طابع تكتيكي، وتأتي من أجل التعتيم على إجراءات تهويدية أكثر خطورة، يراد أن تطال أماكن كان العدو، حتى الأمس القريب، يخشى المساس بها خشية ردّة الفعل الفلسطينية، وتبعاً لها الإقليمية والدولية.
وبحسب المصادر، فإن اقتحامات بن غفير المتكررة للمسجد الأقصى وتهديداته المتواصلة تأتي لهذه الأسباب:
أوّلاً: لم يلقَ بن غفير أيّ معارضة من المؤسّسة الأمنية لاستفزازاته الأخيرة، وهو ما يمكن إرجاعه إلى أن المواجهة العسكرية الأخيرة في قطاع غزة أدّت إلى انكفاء طرفَيها، ولربّما «الجهاد» أكثر، عن التسبّب بمواجهات عسكرية على المديات الفورية. ومع ذلك، يعدّ السماح لوزير "الأمن القومي" بالعربدة في الأقصى، مؤشّراً إلى جرأة معتدّ بها لدى تلك المؤسّسة، واستعدادها لمخاطرة مدروسة نسبياً في مواجهة الفلسطينيين، وارتفاع "ثقتها بنفسها" في أعقاب المواجهة الأحدث.
ثانياً: لا يحجب ما تَقدّم حقيقة أن الاستفزازات الأخيرة ظلّت تكتيكية الطابع، أي أنها لم تكن لتستدعي ردّة فعل كبيرة من شأنها التسبّب بمواجهات. ولكن جولة القتال المنتهية للتوّ أرست قواعد اشتباك ما دون "الأفعال الاستراتيجية"، تسمح للطرفَين، مع مجازفة بمستوى ما، بالتحرّك من دون استجلاب ردود فعل، وهو ما يمتهن بن غفير استغلاله جيّداً وإلى أقصاه، وفقاً وخدمة لأجندته.
ثالثاً: قد يكون أقصى ما يتطلّع إليه بن غفير، راهناً، هو مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر أنه فاشي بامتياز. إلّا أن ذلك لا ينفي أن أيّ نتيجة يمكن أن تتحقّق على يد هذا الفاشي، ستكون لبنة أولى على طريق اتّخاذ خطوات أكثر إيذاءً للحرم، مِن مثل رفع الأعلام الإسرائيلية داخله، والصلاة في باحاته، والتساوي المكاني والزماني مع الفلسطينيين فيه، ومن ثمّ السيطرة الكاملة عليه، تمهيداً، في مراحل متقدّمة، لوضع الحجر الأساس لـ"الهيكل الثالث". ومن هنا، وبالنظر إلى أن "إسرائيل"، مهما كانت هويّة الحاكم فيها، تحترف البناء على الأمر الواقع، فإن تلك التجاوزات، إن تكرّرت وطُنّشت، ستدفع دولة الاحتلال إلى التأسيس عليها، ولربّما تجرّ يهوداً، أفراداً وجماعات، إلى إعادة النظر في رؤيتهم الفقهية التي تحرّم الدخول إلى باحات الأقصى، طالما أن الأمر يمرّ بلا تداعيات.