الثبات ـ اقتصاد
يواجه السودانيون في الخرطوم أزمة شديدة في السيولة النقدية اللازمة لمعيشتهم، مع إغلاق المصارف وتعطل العديد من ماكينات الصرف الآلي في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسبوعين.
وقال رئيس تحرير صحيفة إيلاف السودانية خالد التيجاني لفرانس برس "في الأسابيع المقبلة سيواجه الناس أزمة حقيقية"، في إشارة إلى الافتقار الى النقد المحلي.
وتدور المعارك في العاصمة ومدن سودانية عديدة منذ 15 نيسان/ابريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حربا بلا هوادة على السلطة، بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين من الحكم.
وقالت خلود خير، مؤسّسة مركز "كونفلوانس أدفايزوري" البحثي في الخرطوم "المصارف مغلقة منذ 15 نيسان (ابريل)، ما يعني أنه حتى من كان لديه مدخرات لن يستطيع الوصول إليها".
وتابعت "اضافة الى ذلك فان العاملين في القطاع غير الرسمي الذين يحصلون على أجرهم يوميا لم يتمكنوا من الحصول على اي نقود" منذ اندلاع القتال.
ودفعت الحرب قاطني الخرطوم البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة، من مواطنين أو أجانب، إما إلى الفرار إلى ولايات أخرى أو خارج البلاد، وإما الى البقاء خلف جدران المنازل بين أزيز الرصاص ودوي الانفجارات والغارات الجوية، في ظل نقص الغذاء وانقطاع المياه والكهرباء وخدمات الهاتف والإنترنت من جهة أخرى.
وأشار خلف الله إلى أنه عندما اندلعت الحرب "لم يكن قد تم سداد رواتب الشهر (نيسان/ابريل) بعد، كنا في اليوم الخامس عشر فقط".
وفيما يعاني المواطنون نقص السيولة، ارتفعت الأسعار وخصوصا تعرفة الحافلات العامة التي زادت، بحسب خير، "بنسبة 500% بسبب الحاجة واقتصاد الحرب"، مشيرة إلى أن ذلك يعود أيضا إلى "نقص الوقود وصعوبة توفيره".