الثبات ـ فلسطين
تكثفت خلال الأيام القليلة الماضية الدعوات التحريضية من قبل أعضاء حكومة الاحتلال والوسائل الإعلامية التابعة له، لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية وبرز اسم الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس، بالإضافة إلى أسماء في قيادة المقاومة بقطاع غزة بينهم قائد هيئة أركان المقاومة محمد الضيف ونائبه مروان عيسى وقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
ويتهم الإعلام العبري الشيخ صالح العاروري الذي يعتبر على رأس قائمة من يهدد الاحتلال باغتيالهم، بالوقوف خلف العمليات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، خلال العام الماضي ومحاولة إطلاق انتفاضة ثالثة في الضفة على امتداد العقد الأخير.
وزعم الإعلام العبري، أن العاروري يقف خلف ما سُمي باستراتيجية “وحدة الساحات” التي بدأت خلال معركة سيف القدس وصولاً إلى شهر رمضان 2023 الذي أُطلق خلاله 34 صاروخاً من جنوب لبنان على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
تهديدات واهية
وفي سياق التهديدات قال المحلل السياسي والأمني إبراهيم حبيب، إن تهديدات الاحتلال هي محاولة صهيونية لاستعادة توازن الردع الذي بدى فقدانه واضحاً في الجولة الأخيرة بعد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، والتي وجهت فيها قيادة الاحتلال أصابع الاتهام لحركة حماس مباشرة، وتحميلها المسئولية حتى لا توسع إطار المواجهة إذا ما حدثت مع حزب الله ومع أطراف أخرى.
وأوضح حبيب أن نشر الاحتلال لصور عدد من المطلوبين من بينهم اسماعيل هنية والشيخ صالح العاروري ويحيى السنوار، إنما هي محاولة اسرائيلية لتدعيم الجبهة الداخلية وتحسين الصورة التي تهشمت خلال الأحداث الأخيرة، لكن هذا لا يمنع ان يكون هناك حماقة اسرائيلية في ظل حالة العجز التي تشعر بها المؤسسة السياسية والعسكرية في "إسرائيل".
ويوافقه في هذا الرأي، المختص السياسي علاء الريماوي، الذي بيّن أنه في ظل افلاس الاحتلال وعدم قدرته على الرد المباشر على المقاومة الفلسطينية خاصة بعد نجاح المقاومة بتوحيد جبهاتها عبر إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا، بالإضافة الى الاستمرار في مواجهة الاحتلال في أكثر من جبهات، جعل الاحتلال يفكر على قاعدة عدم الذهاب الى حرب موسعة.
رد المقاومة
وفيما إذا ما أقدم الاحتلال على عملية اغتيال، فإن المختص الأمني حبيب، يرى أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وسيكون لها رداً قوياً وكبيراً على عملية الاغتيال.
وأضاف: "طبيعة الرد يحكمها الميدان وطبيعة الشخصية التي سيتم استهدافها، وبالتالي فهذه الأحداث ستؤسس لعملية ما إذا كان الرد سيكون مشتركاً بين المقاومة الفلسطينية في غزة وجبهات أخرى أم أن المقاومة ستكتفي بالرد من غزة".
وأما "الريماوي" فيرى بأن الشخصية المستهدفة ستكون لها أثر في تحديد آلية الرد، فحجم الشخصية وأثرها ومواقعها ستؤثر على حجم الرد وشكله، وسنكون أمام سيناريوهات صعبة ومعقدة، يمكن أن تفضي إلى حرب اقليمية.
وبيّن أن الاحتلال يحاول الوصول الى معلومة دقيقة في قضية اشتراكات الجبهات، بحيث سيذهب الى منطقة تسلل يمكن من خلالها الرد على المقاومة الفلسطينية بما لا يحقق توحد الجبهات أو الذهاب إلى حوض حرب متعددة.
وأوضح أن مقاربات الحرب لدى الاحتلال تعتمد على ركنين، الأول تتعلق بالسلوك الاسرائيلي الدائم سواء في القدس او الضفة الغربية وغيرها، والجانب الاخر يتعلق بتطوير قوة يمكن لها ان تؤثر على توازنات المنطقة، فالاحتلال لا يملك ان يكون مكتوف الايدي امام خطر استراتيجي، وإلا تغيرت معادلة الصراع بشكل كبير.
توقعات قريبة
وعن التوقعات المستقبلية حول قرب عملية اغتيال أو اشتعال حرب، يجيب حبيب، بأننا أمام مواجهة قادمة لا محالة لكن توقيتها يحتاج الى الشرارة التي تشعل هذه المواجهة، مستبعداً تحديد توقيتها بشكل دقيق.
لكن الريماوي قدر بأن الحرب الكبيرة تقترب رويدا رويدا، بحيث سنكون أمامها خلال هذا العام، خاصة إذا ما اعتبرنا بأن سلوك الاحتلال بهذه النسخة من الحكومة لن ينضبط بإيقاع محدد، مشيراً إلى أن تفجر الأوضاع سيبدأ من إحدى ثلاث جهات إما مدينة جنين أو القدس، أوقد يكون حدث اغتيال لشخصية في قيادة المقاومة.