الثبات ـ فلسطين
كشف الإعلام العسكري لكتائب القسّام عن أحداث ومجريات وقعت خلال عملية أبو مطيبق البطولية، والتي نفذها المقاومون خلال معركة العصف المأكول عام 2014.
جاء هذا الإعلان خلال حلقة إذاعية بعنوان: "جبين المجد .. مطاردة خلف الخطوط"، تمّ بثها عبر وسائل إعلام فلسطينية بالتعاون مع الإعلام العسكري لكتائب القسّام الثلاثاء.
وكشفت الحلقة أنه "وخلال معركة العصف المأكول، رصدت الاستخبارات العسكرية لكتائب القسّام انهيارات في التربة لأحد الأنفاق شرق المحافظة الوسطى، وأبلغت القيادة بذلك فوراً"، مشيرة إلى أن "وحدة النخبة تمّ تشكيلها بغرض ضمان النجاح التام لمهام القتال وتطويرها وبلوغها مستوىً عالٍ من التحضير والاستعداد القتالي".
وأوردت كتائب القسّام أنه "في فجر يوم 18 تموز/يوليو عام 2014، تمكّن المجاهدون من فتح عين النفق ، ودبَّ الحماس في قلوبهم وبدأوا بالاستعداد لتنفيذ واجبهم الجهادي رغم أنهم كانوا يعملون على مدار ساعات وأيام متواصلة".
وأوضحت أن "الشهيد أحمد نظمي سعدة، أخفى مرضه وهو في داخل النفق خوفاً من أن يتم إعفاؤه من المهمة الموكلة إليه، ووقف الشهيد سعدة أمام الجيب من الناحية الشمالية وسدد الرماية الأولى بقذيفة أصابت واجهة الجيب الامامية ثم انفجرت، ثم عاجل مجاهد آخر الجيب الثاني بقذيفةٍ أخرى فتوقف الجيب كلياَ، وبعد توقّف الدورية فتح المجاهدون النار على الجيبين من كل اتجاه وانهالوا عليهما بـ 8 قذائف، وكلها أصابت الجيبات إصابةً مباشرة".
وبينت الكتائب أن "المجاهدين الذين اقتحموا موقع أبو مطيبق مقسمين إلى ثلاث زمر، الزمرة الأولى للإطباق على الدبابة، والزمرة الثانية للإطباق على الناقلة، والزمرة الثالثة مهمتها تخريب أنظمة البرج المتواجد في الموقع".
وأوضحت أن "المجاهدين قضوا ليلتهم أسفل مخرج النفق بنظام قاطرة طولية في النفق، ثم قاموا بالتشييك على عتادهم قُبيل مطلع الفجر، وحرصوا على أن يقوموا بواجبهم الجهادي وهم صائمون".
وأثناء المسير تفاجأ المجاهدون، بحسب كتائب القسّام، "بوجود مهجع للجنود أخفي في الأحراش، فكلف سعد اثنان من المجاهدين بمهمة تطويق المهجع، ثم واصل المسير للحفاظ على الهدف الرئيسي من الإغارة".
وقالت إن "المجاهدين غادروا موقع الاشتباك مشياً على الأقدام فوق الأرض وصولاً لبوابة السرحي، حيث خرجوا واحداً تلو الآخر، وكان آخرهم المجاهد الذي أمن عملية الانسحاب، حين قطع النجدات، وأجبر الجيب الذي اقترب من بوابة السرحي على الانسحاب بعد مطاردته واستهدافه بنيران رشاشة".
واستشهد في العملية أثناء تنفيذها الشهيد أحمد نظمي سعدة، فيما استشهد القائد حسن الخميسي بعد أيام من عودته من العملية أثناء جولات القتال في المعركة، أما الشهيد "أبو جواد" أحمد أبو معيلق فقد توفي بعد 6 سنوات من اشتراكه في تنفيذ العملية".
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قالت في وقت سابق إنها "استطاعت أن تقدّم نموذجاً فريداً خلال معركة العصف المأكول، ويعود ذلك للمعارك التي خاضتها مع العدو، واستخلاصها للدروس والعبر وتحويل ذلك إلى سياسات وعقيدة تدريب، وأساليب قتال تُتَّبع بعد كل جولة تصعيد أو حرب".
ويرى الخبراء العسكريون والأمنيون في كيان الاحتلال أن تجربة معركة 2014 في غزة هي الأسوأ في إدارة القوة البرية، لأنّ الجيش تأخر في حشد قواته والاستعداد للدخول البري على عكس معركة عام 2008 مع غزة.
وفي 19 تموز عام 2014، تمكّن 12 مقاوماً من كتائب القسام، من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو عبر نفق أعد مسبقاً، يصل إلى منطقة "الأحراش" خلف موقع أبو مطيبق العسكري والذي يعتبر موقعاً للاستطلاع.
وأعلنت القسّام حينها أن حصيلة العملية كان مقتل 7 جنود ثامنهم الجندي الذي تمّ استهدافه بالأحراش، فيما ادّعت وسائل إعلام إسرائيلية أن "أربعة ضباط من جيش الاحتلال قتلوا خلال العملية بعد تسلّل مقاومين من كتائب القسّام قرب مستوطنة سديروت".