الثبات ـ فلسطين
قالت وزارة الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، إن قضية الأسرى تعتبر من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، خاصة وأن أكثر من مليون مواطن فلسطيني قد دخلوا السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، بينهم أكثر من 15 ألف امرأة فلسطينية قد تعرضت للاعتقال والسجن، ولم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال، ومنهم من تكرر اعتقالهم مرات عديدة، ولم تعد هنالك بقعة في فلسطين إلا وأقيم عليها سجناً أو معتقلاً أو مركز توقيف.
وأضافت الوزارة في يوم الأسير الفلسطيني، "تمر علينا ذكرى اليوم الوطني للأسير الفلسطيني هذا العام وحال الأسرى داخل السجون لم يتبدل أو يتغير معاناة متواصلة وآلام متجددة، وحرمان مستمر، وهجمات متكررة متصاعدة تستهدف حياتهم وحقوقهم الأساسية، فبالرغم من أن الأسرى سجلوا انتصارا مهما مطلعَ شهرِ رمضانَ المبارك واستطاعوا بوحدتهم وقوة عزيمتهم صد الهجمة المسعورة التي قادها المتطرف الفاشي بن غفير بحقهم، إلا أن معركتهم لم تنتهِ بعد، ففصولُ معاناتِهم تمتد إلى أكثر من ذلك".
وأشارت إلى أن الإهمال الطبي والقتل الممنهج لا زال يمارس بكل فظاعة، وجريمةُ الاعتقال الإداري لا زالت سيفا مسلطا يستنزف أعمارَ أكثرَ من ألف أسير داخل السجون، والحرمانُ من الزيارة والتفتيش والقمع الليلي والعزل الانفرادي، وغيرها الكثير من الإجراءات باتت جزءا أساسيا من استهداف حياة الأسير الفلسطيني.
وأكملت، "ناهيك عن حملات الاعتقالات اليومية لأبناء شعبنا والتي أصبحت الوسيلة الأكثر قهرا وتنكيلًا للمجتمع الفلسطيني، حيث تطالُ كلَ فئاتِ وشرائح المجتمع، ذكورا وإناثا، رجالًا وشيوخًا وأطفالًا، وخاصة ما حدث خلال الأيام الأخيرة من مئات حالات الاعتقال للمرابطين في المسجد الأقصى ومحيطِه والتنكيل بالمصلين والاعتداءات الخطيرة داخل المسجد".
وذكرت أنه لازالت ماكينة "القتل والموت تعمل بكامل طاقتها داخل السجون بالأمس القريب رحل الأسير الشهيد أحمد أبو علي وقبله ناصر أبو حميد واليوم نحن أمام نماذج مطابقة تتكرر أمام أعيننا كحالة الأسير القائد وليد دقة الذي أنهك السرطان جسده وبات طريحَ فراشِ المرض في غرفة الإنعاش وهكذا الأسير الشيخ خضر عدنان الذي يواصل إضرابه وملحمته البطولية منذ اثنين وسبعين يوماً دفاعاً عن حقه في الحياة والحرية ورفضاً لاعتقاله التعسفي".
وأضافت، " وفي سجون الاحتلال، يلقى الأسرى الفلسطينيون صنوف من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، فضلاً عن الظروف السيئة لمراكز الاعتقال، وحرمان الأسرى من العناية الطبية اللازمة، الأمر الذي أودى بحياة 236 أسيرا، إما نتيجة للقتل خارج إطار القانون في السجن، أو لغياب الرعاية الصحية". وتابعت، "بالنظر إلى الإحصائيات التي توضح حجم المعاناة، فهناك في السجون ما يقارب 4900 اسيرًا بينهم 31 امرأة و160 طفلا ومن بينهم 554 محكومًا بالمؤبد، مدى الحياة، وهناك نحو 400 أمضوا في السجن أكثر من 20 عاما، ومنهم 23 أسيراً أمضوا في السجن أكثر من ثلاثين عامًا أقدمهم الأسير المجاهد نائل البرغوثي حيث أمضى في السجن 44 عامًا، و4 نواب مازالوا معتقلين في سجون الاحتلال".
وأردفت،"وأمام هذه الانتهاكات المستمرة والمتواصلة على الأسرى، لابد من تكريس كلِ الجهود الوطنية من أجل إنقاذ الأسرى من هذا الظلم والاستهتار بحياتهم، والعمل على استمرارية البرنامج الوطني الذي يحافظ على حضور قضيتهم في كل الميادين، ودعوة جميع أحرار العالم والبرلمانات الحرة والتحالفات والمبادرات الدولية والمؤتمرات الشعبية، لإطلاق عمل منظم ومتواصل لدعمهم وحمايتهم وتشكيل ضغط على الاحتلال لإطلاق سراحهم واحترام حقوقهم".