الثبات ـ اقتصاد
في خطوة مفاجئة، أعلنت المملكة العربية السعودية ومجموعة منتجي "أوبك+" عن خفض إنتاج النفط بنحو 1.6 مليون برميل يوميا، ما يضع الرياض في مسار تصادمي مع واشنطن.
وبينما تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق استقرار في سوق الطاقة العالمية، أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في تقرير لها، إلى أن المملكة تبني استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة.
المبادرة، التي تقودها السعودية غير عادية حيث تم الإعلان عنها خارج اجتماع رسمي لمجموعة "أوبك+"، مما يشير إلى عنصر الاستعجال من قبل الأعضاء المشاركين في التخفيضات.
وجاءت التخفيضات في أعقاب انخفاض حاد في أسعار النفط الشهر الماضي بعد انهيار بنك "سيليكون فالي" الأمريكي والاستحواذ الإجباري على "كريديت سويس" من قبل "يو بي أس"، ما أثار مخاوف من انتشار عدوى "تهاوي المصارف" في الأسواق المالية العالمية وحدوث انخفاض كبير في الطلب على النفط الخام.
وقالت مديرة الأبحاث في "إنرغي أسبكتس" أمريتا سين: " قامت (أوبك+) بخفض استباقي للتغلب على أي ضعف محتمل في الطلب من الأزمة المصرفية التي ظهرت".
وبحسب الصحيفة فإن "التخفيضات المفاجئة قد تقوم بإعادة إشعال الخلافات بين الرياض وواشنطن، والتي دفعت العام الماضي المملكة لضخ مزيد من النفط في محاولة لترويض التضخم المتفشي وسط ارتفاع في أسعار الطاقة".
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على سياسية المملكة أن "الرياض كانت غاضبة الأسبوع الماضي لأن إدارة بايدن استبعدت علنا مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد مخزون استراتيجي كان قد استنزف العام الماضي بينما كان البيت الأبيض يكافح لترويض التضخم في الولايات المتحدة".
من جهتها قالت العضوة المنتدبة والرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع في RBC Capital، إن "المملكة العربية السعودية تضع استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة ، بعد تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن خلال إدارة بايدن".
وأشارت الخبيرة إلى أن المملكة أرسلت إلى الولايات المتحدة رسالة بأنها "لم تعد عالما أحادي القطب" بعد الصفقة الدبلوماسية الأخيرة التي تمت بين الرياض وطهران بوساطة بكين.
وفي أسواق الطاقة قفزت أسعار النفط اليوم بنحو 5%، بعد أن أعلنت السعودية ومنتجون آخرون للنفط في مجموعة "أوبك+" عن خفض طوعي مفاجئ في إنتاج الخام.