الثبات ـ من ذاكرة التاريخ
يوافق اليوم السبت، مرور 45 عامًا على استشهاد الفدائية الفلسطينية دلال المغربي، وهي تقود مجموعة فدائية وتشتبك مع جيش الاحتلال على مشارف مدينة "تل أبيب" بمركز الأراضي المحتلة عام 1948.
والشهيدة دلال واحدة من أشهر المناضلات الفلسطينيات، ولدت عام 1958 بأحد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت للبنان عقب نكبة عام 1948.
تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية في المخيم، وقررت الانضمام إلى صفوف الفدائيين في حركة فتح وهي على مقاعد الدراسة.
وشاركت في عديد الدورات العسكرية ودروس بحرب العصابات، وتدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة.
عرف عنها خلال اجتيازها هذه الدورات بجرأتها وشجاعتها وحسها والوطني الرفيع وإخلاصها لفلسطين.
وكان لاغتيال "إسرائيل" القادة الفتحاويين الثلاثة؛ كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار عام 1973 أثرًا سيئًا على المغربي، وترك ما كانت تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر ومقيت بداخلها شعورا بالمرارة والغيظ، ناهيك عن البؤس الذي كانت تعيشه أسرتها شأن سواد قاطني المخيمات، نتيجة تهجيرهم.
وأخذت تراود دلال كغيرها من أترابها ورفاقها في الأسى من سكان المخيمات مشاعر سلبية جياشة ولدت تصميما على الإتيان بأمر تطفئ معه غليلها.
فرقة دير ياسين وضعت الخطة على يد الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تجهز لعملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى "تل أبيب" لمهاجمة مبنى الكنيست، إذ تسابق الفدائيون الفلسطينيون على المشاركة فيها وعلى رأسهم دلال المغربي التي كانت في العشرينيات.
واختيرت رئيسة للمجموعة المنفذة للعملية وتضم 10 فدائيين، وعرفت بعملية "كمال عدوان"، والفرقة باسم "دير ياسين".
وفي صباح 11/3/1978 نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت المجموعة قاربين، ونجحت عملية الإنزال والوصول، دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين.
ونجحت المغربي وفرقتها في الوصول نحو "تل أبيب" واستولت على الحافلة بجميع ركابها الجنود، بوقت تواصل الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة.
وتسببت العملية بإيقاع مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين، وعلى ضوء الخسائر العالية كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها أيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها.
واستخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين ما دفع دلال المغربي لتفجير الحافلة وركابها ما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة أمر باراك بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهدوا جميعًا.