نهاية "مارشال" ألماني لم يتسع له الوقت لارتداء رتبته

الخميس 02 شباط , 2023 02:07 توقيت بيروت من ذاكرة التاريخ

الثبات ـ من ذاكرة التاريخ

اعتذر الضابط النازي فريدريش باولوس أثناء استسلامه للضباط السوفييت لعدم ارتدائه زي المارشال، الرتبة التي حصل عليها مؤخرا، قائلا: من المستبعد أن أحتاج إلى بدلة جديدة الآن!".

جرى ذلك ليلة 31 يناير 1943، حين اقتحمت قوة سوفيتية مقر قائد الجيش السادس الألماني في مبنى متجر سابق يتكون من ثلاثة طوابق ويقع سط مدينة ستالينغراد.

بعد يومين انتهت معركة ستالينغراد التي تعد واحدة من أكبر المعارك في الحرب العالمية الثانية. تلك المعركة  بدأت في 17 يوليو 1942، ووضعت أوزارها في 2 فبراير 1943.

حين اقتحمت وحدة تابعة للجيش 64 السوفيتي مبنى مقر قائد الجيش الألماني السادس المارشال فريدريش باولوس بعد تطويقه، ارتفعت الأعلام البيضاء في الطابقين الأول والثالث، وأراد الألمان التفاوض بعد أن تقطعت بهم سبل النجاة.

الجنرال فريدريش باولوس بعد استسلامه

دخلت مجموعة من الضباط السوفييت يتقدمهم الملازم أول فيودور إيلشينكو، وقابلهم ضابط ألماني مع مترجم، قائلا: "قائدنا يريد التحدث إلى قائدكم" فرد الملازم الروسي: حسنا قائدنا مشغول بأمور أخرى وهو ليس هنا! عليكم أن تتعاملوا معي".

بعد أن وصل الضباط السوفيت إلى مكان اختباء قائد الجيش السادس الألماني، نهض فريدريش باولوس قائلا بلغة روسية متقطعة: "المشير في الجيش الألماني باولوس يعلن استسلامه".

مصير الجيش الألماني السادس في أخر معاقل له تحدد نهائيا يوم 2 فبراير 1943، باستسلام ما تبقى من ضباط وجنود.

خلال عملية "الطوق" السوفيتية التي انتهت بهزيمة واستسلام ما تبقى من القوات النازية في مدينة ستاليغراد، تم أسر أكثر من 91 ألف جندي ألماني، بما في ذلك 2500 ضابط و24 جنرالا. وبذلك انتهت معركة ستالينغراد التي كانت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية.

استمرت المعارك في تلك الملحمة الكبرى والشرسة مئتي يوم وليلة، وكانت ساحاتها ضفاف نهري الدون والفولغا، ثم أسوار ستالينغراد ومباشرة داخل المدينة ذاتها على مساحة ضخمة تبلغ حوالي 100 ألف كيلومتر مربع.

شارك في معارك ستالينغراد أكثر من 2.1 مليون شخص من كلا الجانبين في مراحل مختلفة من العمليات العسكرية. وقد تجاوزت معركة ستالينغراد من حيث نطاق وشدة القتال، جميع المعارك التي سبقتها في تاريخ العالم.

إجمالي خسائر القوات النازية الغازية بلغ حوالي 1.5 مليون شخص. وأعلن في ألمانيا الحداد الوطني، وكان ذلك لأول مرة خلال تلك الحرب المدمرة.

بالمقابل، بلغت الخسائر البشرية في الجيش الأحمر السوفيتي حوالي 1.13 مليون شخص، من بينهم حوالي 480 ألف قتيل.

الانتصار الباهر في ستالينغراد كان ثمرة للتضحيات البطولية الملحمية والجماعية للقوات السوفيتية. وقد تم منح 44 تشكيلا ووحدة عسكرية شاركت في المعركة ألقابا فخرية، وحصل عشرات الآلاف من الجنود والضباط على جوائز حكومية، ومنح وسام البطولة لـ 112 من الجنود الجسورين.

حتى قبل أن تنتهي المعركة بتدمير القوات الألمانية وحليفاتها، تم تأسيس ميدالية "الدفاع عن ستالينغراد". هذه الميدالية منحت لأكثر من 700 ألف مشارك في المعارك حول المدينة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل