العنصرية ليست في ديننا ... سلسلة خطب سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الإثنين 05 أيلول , 2022 10:48 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

حثّ دينُنا الحنيف على الأخوّة، ونهى عن التفرقة والغش والحسد.

آيات كثيرة تحض على الأخوة والتعاضد بين أفراد الأمة الواحدة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة آل عمران – الآية 103]، أمر إلهي بالاعتصام والتعاضد، وهذا ما كان على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد الخلفاء الراشدين. وبعدهم ظهرت الفتن، وبدأ الفساد ينتشر، إلى أن حكمنا الغرب، فزرعوا فينا العنصرية والكراهية، فتطبعنا بها، ورُبي أولادنا عليها، ودعونا الآخرين إليها.

فقدنا الأمن والأمان والاطمئنان، غش في أسواقنا، وكذب إلى أن وصلنا إلى المرض والبلاء والغلاء، وهكذا حتى نال منا أعداؤنا، وجعلوا بلادنا مرتعاً لحملاتهم العدوانية، ثم أكملوا مشروعهم من بلادهم دون أن يخسروا الدم من خلال حكماء عرب أوصلوهم إلى سدة الحكم للأسف الشديد. غزانا الاستعمار وعزّز الفكر المتطرف العنصري، القائم على قتل بعضنا لبعض، ذبح وإجرام باسم الإسلام والإسلام بريء من ذلك كله.

حرضنا الاستعمار على بعضنا فكنا طوع أمره، فتمسك العربي بعروبته، والكردي بكرديته، والتركي بتركيته، والفارسي بفارسيته، مع أننا كلنا مسلمون، ولم يكتفوا بذلك، بل مزقوا البيت إلى أحزاب، كلٌّ ينادي بحزبه. سُفكت الدماء بين العائلة الواحدة، وكثرت الثارات، وصدى موج الهرج والمرج، ليصل إلى مرحلة قتل الولد لأخيه بدم بارد، والسؤال هنا: لماذا كل ذلك؟ لماذا القتل؟ ولماذا الاقتتال؟ من أجل من؟ وفي سبيل ماذا؟ أين الحكماء؟ أين العقلاء؟ أما حان الوقت للزعماء أن يركنوا؟ وللعملاء أن يسجنوا؟ أما حان الوقت لصوت الحق أن يعلو؟.

تخلينا عن ديننا ومبادئ نبينا صلى الله عليه وسلم القائل: [لا تحاسَدُوا ، ولا تناجَشُوا ، ولا تباغَضُوا ولا تدابَرُوا، ولا يبِعْ بعضُكمْ على بيعِ بعضٍ، وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلِمُ أخُو المسلِمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ، ولا يَحقِرُهُ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ]، عندما تركنا نص هذا الحديث سلب منا العز والتوفيق، فإلى متى سنبقى كذلك؟

العدو الصهيوني على أرض فلسطين منذ أعوام وأعوام، ينعم بالخيرات، ويزيد من سيطرته على دولنا العربية سياسياً واقتصادياً، والأمة في ركود، وفي سبات، وكأنها ميتة، إلا بعض العقلاء.

علينا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى، كي نخرج من سباتنا الطويل، ونومنا العميق، نحيا ونخرج من هذا البئر السحيق، نعلّم أبناءنا معنى الحق، والصدق، والأمانة، كي نصل إلى مجتمع راقي لا تشوبه شائبة، وهذا الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل