الثبات-إسلاميات
هل نحتاج إلى ترتيب وتوضيب لشهر رمضان المبارك؟
نعم نحتاج، كيف لا؟ وشهر شعبان قد دخل، وأيامه قد أصبحت معدودة.
يهيئ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أنفسهم لاستقبال شهر الطاعات، إلا أن الترتيب والتوضيب لا يقف على النفس فقط، بل يطال تنظيف البيوت والأسواق، والزينة تعمّ الشوارع، وتعلّق القناديل في الشوارع لتضيء عتمة المساء، فيستطيع المصلي الذهاب إلى صلاة التراويح بسهولة، لهذا أصبح الفانوس رمزاً من رموز هذا الشهر الفضيل.
الراحة النفسية والقلبية والعمل على تطهيرهما من أهم الأشياء في شهر شعبان؛ إذ لابد من جسد سليم وعقل صاف وقلب لا تشوبه شائبة لأداء عبادات شهر الطاعات والمكرمات، شهر في السنة يعطيك من الرحمة والغفران والرضوان والقبول ما يكفيك لسنة كاملة، فحضّر له جيداً، واستعد بكامل أهليّتك الجسدية والعقلية والقلبية والروحية، فلا صلاة تراويح بعشرين ركعة تفوت، ولا نظر إلى حرمات الله في الشوارع، وأنت صائم تحدث، تدابير يجب عليك الالتزام بها حتى تصل إلى العبد الذي صام فنال، ودعا فاستجيب له، فأعطي من السعادة ما يشاء، فإذا لقي ربه رضي عنه، وأدخله جنات تجري من تحتها الأنهار.
ورد عن النبي صلى الله عليه أحاديث كثيرة جاءت في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب الحديث عن صيام شهر شعبان، وهذا دليل على تهيئة النفوس لصيام شهر رمضان، وقد جاء في الأثر عن أم سلمة، قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان))، وجاء أيضاً عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يصل شعبان برمضان))، و عن أبي الأسود عبد الله بن قيس، أن عطية بن عازب، ((أرسله إلى أم المؤمنين عائشة يسألها عن ثلاث خصال فقالت: «من عطية وأهدى هدية»، فقالت: «ابن عفيف؟»، قال: «نعم، أمرني أن أسألك عن وصال النبي صلى الله عليه وسلم؟» ، فقالت: «كان يصوم يوماً وليلته»، وسألها عن صيامه؟ قالت: «كان ليصل شعبان برمضان»، وسألها عن ركعتين بعد العصر؟ «فنهت عنها»)).
استعداد القلب لاستقبال شهر رمضان يكون من خلال المسامحة والمحبة والتآخي بين الأفراد المحيطين بك، من أهلك وأسرتك وزملائك في العمل، فلا كراهية ولا غش ولا خداع، وهذه الأمور من تعاليم الشهر الكريم، فإذا أردت الرحمة، فيجب عليك أن ترحم، وتعطي، وتسأل عن أمور الآخرين وبالأخص في زماننا هذا، حصار وضيق اقتصادي واجتماعي، فقد جاء في الأثر عن عبد الله بن عمرو بن العاص، يبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء، والرحم شجنة من الرحمن، من وصلها، وصلته، ومن قطعها، بتته ".
تطهير النفس لا يكون إلا كأدوات الطعام التي تأكل بها أو تستخدمها في طعامك، فتغسلها بالماء والصابون أو بأدوات التنظيف الجديدة والحديثة كي لا تتسمم في هذه الطعام، وتحفظه فيها عن ترك أثر فيها، فالأولى بذلك نفسك التي بين جنبيك، يجب عليك أن تطهرها وتبقيها نظيفة لاحتواء الأعمال الصالحة التي تقوم بها في شهر رمضان المبارك.