نظرات في الإعجاز القرآني ... {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}

الإثنين 21 شباط , 2022 02:28 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الله سبحانه وتعالى خلقنا للعبادة دون سواها، وكان رحيماً بنا، أعطانا وميّزنا عن سائر المخلوقات، بعقل نتأمل به، نَزِن به الأمور لنعرف صالحها من طالحها، وجيدها من سيئها، ومفيدها من ضارها، وسليمها من سقيمها، وناجيها من هالكها، ننظر إلى الكون ونتفكر في ملكوت السماوات والأرض، ولم يعطنا إياه لنفكر بالشر وندبر له، ونعمل عليه، ونسير على طريقه، وحذّرنا من هذا الأمر الجلل، الذي يودي بنا في غياهب الجحيم، فجاءت آيات كثيرة تبين لنا صور العذاب الأخروي، وروع تلك الساعات من الحساب، فالحذر الحذر، لذا يجب أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى، آخذين بأوامره ومنتهين عن نواهيه؛ لنكون عباداً مخلصين ناجين فائزين من هول ذاك اليوم العصيب، والذي أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} سورة المزمل-الآية17:هذا السؤال بهذا اللفظ هو رحمة بعباد الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله أنذرهم ولم يقم بإهلاكهم مباشرة؛ ليعطيهم فرصة للعودة والرجوع إليه، فهو بذلك أراد لنا الاستقامة، فكيف لنا أن ننقذ أنفسنا من روع ذلك اليوم العصيب؟ والذي سيصبح فيه شعر الصبيان والذين يعرفون بسواد شعرهم شيباً، وهو يوم عصيب على الكافرين، فقد قال الله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} سورة الحج-الآية2.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل